الأخبار

شلقم يتهم نظام القذافي بدعم الانقلابات في السودان

قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق، إن الإسلام السياسي لا يغير أهدافه حتى عندما يعيد تلوين لغته وتحالفاته السياسية وكذلك ميادين خلافاته، والجيش هو الحزب التراتبي المسلح الذي يمتلك مفاتيح حصن السلطة، يدخله عنوة ويدخل من يخالفه إلى حصن الاعتقال. الانقلاب العسكري كان التوأم الذي ولد مع الاستقلال، وفق قوله.

أضاف شلقم في مقالٍ بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن: “العميد عمر حسن البشير الذي ارتقى إلى عرش الحكم على سلم صنعه الزعيم الإسلامي حسن الترابي في السودان، تمكن أن يحكم البلاد أطول مدة منذ الاستقلال، خاض معارك سياسية وعسكرية، تخلص فيها من نزف حرب الجنوب ووافق على انفصاله، وتخلص من عراب السياسية التآمرية حسن الترابي، وأعاد إنتاج السودان ودخل في مواجهات مع أنظمة كثيرة ووُصم بالإرهاب وطلبته محكمة الجنايات الدولية، لكنه رقص بعصاه ساخراً من طلب المحكمة”.

وتابع قائلاً: “جرى إسقاط البشير بثورة شعبية وجد الجيش نفسه مجبوراً على الوقوف معها والتخلي عن رأسه النظامي. في أبريل (نيسان) 2019، انطلقت الجماهير في الشارع وأنهت عهد البشير الإخواني. تدحرجت كرة السلطة وانتهت بتشكيل تحالف عسكري مدني في جسم «مجلس السيادة» الذي عاد بعد سنوات مضت، لكن الجيش لم يطق أن يكون له شريك مدني، فعادت الخوذة وألقت بالعمائم خارج حلبة السلطة”، على حد تعبيره.

وواصل قائلاً: “في مايو 1969 تحركت الخوذات نحو قصر الرئاسة ورفع اللواء جعفر نميري عصاه عالياً وهوى بها على رؤوس العمائم، وانتقل بالسودان من القومية العربية إلى المزاج الديني، ولكن بعض رفاقه من ذوي القبعات العسكرية أرادوا التداول المسلح على السلطة، ففي يوليو 1971 قام تمرد يقوده ضباط ميولهم يسارية بمحاولة انقلاب بقيادة الضابط هاشم العطا مدعوماً من الحزب الشيوعي بزعامة عبد الخالق محجوب، جرى إحباطها بدعم مصري – ليبي، وأُعدم قادة الانقلاب الفاشل من العسكريين والمدنيين” في إشارة إلى نظام القذافي الذي يحكم منذ سبتمبر 1969م”.

واختتم: “بعد عودته السريعة للسلطة قام النميري بفتح الباب للعسكريين للسيطرة على مفاصل الاقتصاد من أجل حماية نظامه الفردي المطلق، لكن المحاولات الانقلابية العسكرية لم تتوقف في عهد نميري، فبعد محاولة هاشم العطا شهدت البلاد محاولتين انقلابيتين قاد الضابط حسن حسين محاولة فاشلة، وبعده قام الضابط العميد محمد نور سعد بمحاولة انقلاب مدعومة بعناصر دخلت من ليبيا، وجرت معارك في الخرطوم قُتل فيها الكثير من العناصر الانقلابية واعدم قائد الانقلاب” على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى