مقالات رأي

مقال رأي | شباب الجيش من بنغازي إلى السارة

انطلاقا من المسؤوليات التي تقع على وحدات الجيش، انطلق من مدينة بنغازي وفد من القيادة العامة للجيش وتوجه مباشرةً إلى مناطق ومدن الواحات التي يشتكي سكانها من نقص في الخدمات الأساسية وانعدام للبنية التحتية وانهيار الطرق العامة الرابطة بينها وبين الساحل شمالاً والصحراء جنوباً.

ومن فترة طويلة تجاوز أغلب المسؤولين الذين تولوا قيادة المؤسسة التنفيذية هذه المدن والمناطق حتى أهملت إهمالاً طال حتى الطرق الرئيسية، والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة للمواطنين غير المشاريع الزراعية والحيوانية القومية التي كلفت الدولة الليبية ملايين الدنانير كلها تعطلت وتوقف بها الزمن منذ عقد كامل ،ولم تتوقف الرحلة في جالو التي كانت نقطة البداية لرحلة صحراوية اتخذها القادة الشباب ميثاقاً ينطلقون من خلاله لتطمين المواطنين بأن قيادتهم العسكرية تهتم بهم وتشعر بعمق قضياهم، والتي تعتبر قضايا مشروعة وحقوق أساسية تكفلها كافة الدول لمواطنيها.

تجاوز هؤلاء الشباب الفكرة الضيقة التي تتخذها المجاميع المسلحة في المناطق الأخرى وفي مركز المال “طرابلس”، والتي تتمثل في حصار الوزارات وابتزاز الدولة وتهديد سيادتها وترويع مواطنيها، وآمنوا بمشروع الوطن بكامل ترابه وحمياته والوقوف على حل مشاكل مواطنيه وحمياتهم والاستماع لهم، فهم عسكريون مخلصون أقسموا على حماية أرضهم وشعبهم .

من جالو وأوجله إلى السرير وتازربو والكفرة ومنها حتى ربيانة المنسية وقوفاً في السارة والعودة كذلك من بعض نقاط الانطلاقة حتى أجخرة في الساحل والعودة إلى بنغازي. جولة صحراوية ليست للرفاهية أو الاستجمام، رحلة شاقة -آب منها الشباب حاملين آمال وتطلعات الأهالي ومزودين بالمطالب والاحتياجات التي ينادى بها المواطنون.

مؤسسات خدمية، ومشاريع كانت في طي النسيان تم البدء في بعضها وتنفيذها فوراً كالطريق بين جالو أجدابيا وجالو الكفرة حيث توجهت آليات ومعدات وعمال الجهاز الوطني للتنمية لتنطلق عملية الصيانة والرصف فوراً في طريق جالو أجدابيا وجالو الكفرة .

رسالة واضحة بأن أمننا لا يتوقف داخل المدن الكبيرة ولكنه يمتد حتى حدودنا في أقصى الجنوب السارة، وعجلة الإعمار والتنمية تجرى لتعبر من كل هذه المناطق والمدن والقرى، فهذه هي العدالة والشعور بالمسؤولية والتفكير حتى في أبسط حقوق أهلنا في الوطن الواحد.

وكما كان لقضية النازحين الذين فروا من جحيم الحرب في السودان نصيب كبير في الاهتمام الذي أظهرته القيادة العامة للجيش عبر آمر علميات القوات البرية لهم.

إن وطننا يحتاج للأمان الحقيقي والشعور بالمسؤولية تجاه مواطنيه والتفكير خارج إطار الحاضر نحو المستقبل الذي سيكون مزدهراً بجهودنا جميعاً .

عبدالله الغرياني – ناشط سياسي

زر الذهاب إلى الأعلى