القائد العام: انتفاضة الشعب أشد الأسلحة فتكا والضامن الوحيد الذي يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي
أثنى القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر على استقبال أهالي براك الشاطئ الحافل، مذكرا بمواقفهم الوطنية الداعمة لعملية الكرامة، مؤكدا أن الجيش الوطني الذي قدم التضحيات الكبيرة فداء للوطن لن يكون إلا صادقا مع الشعب ومخلصا لله والوطن.
وبين القائد العام، في كلمة له أمام أعيان وحكماء وأهالي براك الشاطئ، أنه “ليس خافيا على أحد أن القيادة العامة لم تبخل بجهدها على مدى سنوات عديدة من أجل الوفاق والسعي الصادق لتحقيق تسوية شاملة والتقدم إلى الأمام، وأنها أفسحت المجال للقادة السياسيين لأنها حالة الانسداد السياسي التي أربكت الحياة وتفاقمت معها معاناة الوطن.
وأكد القائد العام أن ليبيا بلغت اليوم نهاية المشوار في الطريق المسدود وتلاشى أي أمل بتحقيق تقدم في المسار السياسي المبني على المحاصصة، وأدرك الجميع أنه بعد هذه التجارب المريرة والاخفاقات المتلاحقة أن الفشل مراده تغييب الشعب والنيابة عنه في تقرير مصيره.
وجدد القائد العام مخاطبة الشعب وطرق نواقيس الخطر، حاثا إياهم على عقد العزم على تولي زمام أمورهم، داعيا الليبيين إلى توحيد صفوفهم وكسر حالة الخوف والتردد وإفراز فعاليات وطنية من أبناءه الشرفاء لبناء دولتهم المدنية على أساس القانون والعدالة والحرية والمساوة.
وشدد القائد العام على أنه جاء لبراك الشاطئ ليواصل تحريض الشعب ليتصدر المشهد بنفسه، مؤكدا أنه لن يتوقف عند أداء هذا الواجب الوطني حتى يفرض الشعب رغبته في التغيير ونرى مؤسسات التآمر على الوطن تنهار أمام غضب الجماهير.
وأوضح القائد العام أن انتفاضة الشعب في مظاهرات سلمية غاضبة تحت حماية جيشه والجهات الأمنية ضد العب والفساد والاستهتار بمصير الوطن ونهب ثرواته هي أشد الأسلحة فتكا والضامن الوحيد الذي يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي ويضع حدا لهذا الانهيار.
وأكد القائد العام خلال لقائه بأهلي براك الشاطئ أن المهزلة التي تعيشها البلاد لن هذه إلا الشعب ومن يعاند عاصفة الشعب ستسحقه أعاصيرها، مؤكدا أن التاريخ لم يعرف شعبا يملك الإرادة قد خسر المعركة أمام أعدائه.
وأضاف القائد العام أن الشعب قد عرف بعد هذه التجارب القاسية عدوه ولم يبقى أمامه إلا أن يحزم أمره معه في مواجهة فاصلة، لافتا إلى أن العدو الذي يرى في الشعب استكانة وضعفا سيتمادى في طغيانه وحرمان الشعب من حقوقه ولكنه سينهار مع أول انتفاضة جادة في وجهه.
وأشار القائد العام إلى أن الحلول التلفيقية التي ترتكز على المحاصصة السياسية أثبتت فشلها وأنها لا تخدم إلا صانعيها ولا مجال لإعادة تدويرها في دوامة من الضياع، لافتا إلى أن علة الوطن تكمن في غياب الشعب واعتماده على مؤسسات لا تقدر الأمانة حق قدرها ولا تعمل إلا لنفسها متجاهلة دورها الوطني في النهوض بالبلاد.
وأكد آنه قد آن الأوان ليعتمد الشعب على نفسه في تقرير مصيره وصناعة حاضره ومستقبله، فعلى الشعب أن ينتفض ليفرض سيادته وينقذ وطنه وإلا لن يلوم إلا نفسه.
وأضاف أنه لا مجال لتغير الواقع إلا من خلال حراك سلمي غاضب في كل الميادين والساحات لفرض واقع جديد تختفي فيه طبقات الفساد ليحل محلها الوطنيون الشرفاء وتعود ليبيا للحياة.
وإلى نص الكلمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه ادعوكم
أيها السادة الكرام،،
أدعوكم للوقوف وقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الكرامة وشهداء مجزرة قاعدة براك الشاطئ الأبرار وكل من قدم روحه فداء للوطن.
أيها الجمع الكريم،،
أهالي الشاطئ أهل الجهاد والفروسية اهل الجود والكرم، والنخوة والشهامة، اشكركم على هذا الترحيب الحار الذي يعكس تعبيرا صادقا، على مدى ثقتكم بقواتكم المسلحة، وحرصكم على تعزيز التلاحم معها، ورضاكم عن ما حققت من إنجازات ومكتسبات، ويقينكم بأن جيشكم الذي دحر الإرهاب، وانقذ البلاد من وحشيته وسطوته وطغيانه ورفض المساومة على المبادئ الوطنية وقدم ارواحا طاهرة ودماء زكية لن يكون الا صادقا مع الشعب، ومخلصا لله والوطن، وانه جدير بالثقة والاعتماد عليه في حماية البلاد ومقدراتها والاسهام بأقصى ما بوسعه، في الواجب الوطني بالانتقال من حالة التدني التي تعيشها البلاد، الى مرحلة يعم فيها الاستقرار والسلام، والمصالحة بين أبناء الوطن الواحد والشركاء في المصير الواحد، وتلتئم فيها الجراح، وتطوى فيها صفحات السنين التعيسة الماضية.
وليس خافيا عليكم،، أيها السادة الكرام،، اننا لم نبخل بجهدنا على مدى سنوات عديدة من اجل الوفاق والسعي الصادق المتواصل، لتحقيق تسوية شاملة والتقدم الى الامام، والدعوة المتكررة لتقديم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ثم أفسحنا المجال بلا قيود أو ضغوط للمدنيين ممن يوصفون بالقادة السياسيين لعلهم يتفقون على كلمة سواء ومسار لينهي حالة الانسداد السياسي، التي اربكت الحياة وتفاقمت معها معاناة الوطن، واصبح الوطن بسببها عرضة لخطر التفكك والانقسام، حتى بلغنا اليوم نهاية المشوار في الطريق المسدود، وتلاشى الامل لتحقيق أي تقدم في المسار السياسي المبني على المحاصصة وقد ادركنا يقينا وبما لا يدع مجالا للشك بعد هذه التجارب المريرة والاخفاقات المتلاحقة ان الفشل مراده تغييب الشعب والنيابة عنه في تقرير مصيره.
ومن هنا كان لزاما علينا، ان نخاطب الشعب في كافة انحاء ليبيا رجالا ونساء شيبا وشبابا ونطرق امامهم نواقيس الخطر ونحثهم على أن يعقدوا العزم لتولي زمام اموره بتوحيد صفوفه وكسر حاجز الخوف والتردد، وافراز فعاليات وطنية من أبنائه الشرفاء، وتعيينهم على بناء دعائم دولته المدنية، على أساس القانون والعدالة والحرية والمساواة، وتوظيف ثروات البلاد في البناء والاعمار والإنتاج وهذا ما جئنا لنلتقي بكم اليوم من اجله.
أيها السادة الكرام،، لقد جئنا لنواصل تحريض الشعب ليتصدر المشهد بنفسه، ولن نتوقف عن أداء هذا الواجب الوطني والتاريخي، حتى نرى الشعب قد فرض ارادته في التغيير، ونرى قواه المدنية قد تخلت عن موقف الجمود والتفرج من بعيد، وتقدمت الصفوف حاملة رسالة واجبها الوطني في تخطي هذه المرحلة التعيسة، وتؤدي دورها في النضال من اجل بناء الدولة، ونرى مؤسسات التآمر على الوطن تنهار امام غضب الجماهير، لن نتوقف حتى يستعيد الشعب سيادته فوق ارضه، ويرسم خارطة طريقه نحو تحقيق طموحاته المشروعة.
ان انتفاضة الشعب في تظاهرات سلمية غاضبة، في حماية جيشه وأجهزته الأمنية ضد العبث والفساد، والاستهتار بمصير الوطن ونهب ثرواته واهدار أمواله لهي اشد الأسلحة فتكا وهي الضامن الوحيد الذي يعيد الأمور الى نصابها الطبيعي، ويضع حدا لهذا الانحدار المفزع نحو الانهيار التام، ولن يوقف هذه المهزلة الا الشعب، وحين يتحرك الشعب ليفرض إرادته سترضخ أمامه، وتستسلم له القوى المعادية، كرها أو طوعا ومن يعاند عاصفة الشعب ستسحقه أعاصيرها، لابد للشعب بعد هذه التجارب القاسية خلال سنوات عديدة متتالية لم يجني منها إلا المعاناة قد عرف عدوه، ولم يبقى أمامه إلا أن يحسم أمره معه في مواجهة فاصلة فالعدو الذي يرى في الشعب استكانة وضعفا ورضوخا للأمر الواقع، سيتمادى في طغيانه وعدوانه وفي ممارسة أساليب القهر والإذلال وحرمان الشعب من حقوقه ونهب ثرواته ولكنه سينهار في أول انتفاضة جادة في وجهه ، فلم يعرف التاريخ شعبا يملك الإرادة قد خسر المعركة أمام أعدائه.
أيها السادة الكرام،،
لقد أثبتت الحلول التلفيقية التي ترتكز على المحاصصة السياسية فشلها، وأنها لا تخدم إلا صانعيها ولا مجال لإعادة تدويرها في دوامة من التيه والضياع، وهي كالمسكن الذي سرعان ما ينتهي مفعوله ليعود الألم والوجع من جديد، وينتشر المرض في كل أعضاء الجسم، وقد بات واضحا وجليا إن علة الوطن تكمن في غياب الشعب، واعتماده على شخوص وطبقات ومؤسسات لا تقدر الأمانة حق قدرها ولا تعمل إلا لنفسها، متجاهلة دورها الوطني، في النهوض بالبلاد نحو مستويات أفضل في كافة شؤون الحياة، وقد أن الأوان ليعتمد الشعب على نفسه في تقرير مصيره وصناعة حاضره ومستقبله وعلى الشعب أن ينتفض ليفرض سيادته وينقذ وطنه وإلا فلن يلوم الا نفسه، ولا مجال لتغيير الواقع الا بحراك شعبي سلمي غاضب، في كل المدن وفي كل الميادين والساحات، بفرض واقع جديد، تختفي فيهم طبقات الفساد ورموز العمالة والخيانة ودعاة البغض والكراهية ليحل محلها الوطنيون الشرفاء يقودون البلاد الى بر الأمان، فتعود ليبيا الى الحياة ويصح لها ان تفتخر بشعبها وعندئذ ينجلي الظلام وتشرق الشمس من جديد.
أيها السادة،، أكرر لكم الشكر والتحية وادعو الله ان يعيننا ويعينكم على أداء واجباتنا الوطنية ويسدد خطانا وخطاكم الى ما فيه خير وان يحفظ بلادنا من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.