الأخبار

سياسي جزائري: سحب ليبيا ترشيحها لعضوية مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي خطوة ليست في صالحها

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “الجزائر 3″، إسماعيل دبّش، أن سحب ليبيا ترشيحها لعضوية مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي والتنازل عنه لصالح المغرب، خطوة ليست في صالح ليبيا لأنها هي مؤسس الاتحاد الأفريقي، ويفترض أن تكون متواجدة بقوة.

وأوضح دبّش، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن المغرب لم تنضم للاتحاد سوى عام 2017م، وكان بالإمكان التنازل للجانب التونسي، متسائلًا: “كيف لليبيا أن تتنازل لدولة غريبة عن الاتحاد الإفريقي؟”.

ولفت دبّش، إلى وجود مصالح اقتصادية مهمة جدًا بين ليبيا وتونس، وسيولة مالية تمر عبر البنوك التونسية، وتربط بينهما حوالي 500 كلم حدود، وعلاقات تجارية واقتصادية كبيرة بين البلدين.

ويرى دبّش، أنه يفترض على ليبيا التنسّيق مع الجزائر، بحكم أن الأخيرة لها ثقل كبير في المنطقة ولها حدود مع ليبيا أكثر من ألف كيلومتر.

وأضاف: “إذا تم تأكيد هذا البيان الصادر عن وزارة الخارجية المغربية من قبل الجانب الليبي، فإن العامل الخارجي وخاصة عامل الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني في المنطقة هو الذي دفع بوزيرة خارجية ليبيا لتتصرف هكذا”.

وأشار إلى تأكيد وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، تعاونها الاستراتيجي والأمني مع الجزائر قبل أربعة أسابيع خلال تواجدها هناك، مردفًا بقوله: “فإذا بها تنسحب لصالح النظام المغربي الذي يعمل على التقويض ودعم قرار عضوية الكيان الصهيوني كمراقب في الاتحاد الأفريقي، في الوقت الذي تتجه فيه دول أفريقية مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا نحوم عزل الكيان الإسرائيلي وطرده كمراقب”.

وأكد أنه إذا كان الخبر صحيح، فهذا القرار الصادر من ليبيا لا يخدمها، وسيكون ظرفيًا وليس دائمًا، لافتًا أن المنقوش تعرف أن وقتها محدود على مستوى وزارة الخارجية، وتريد أن تقدم أشياء للغرب، وتعرف أن المفتاح للغرب هو الكيان الصهيوني، وبالتالي تريد أن تخدم نفسها أكثر ما تخدم الدولة الليبية.

وتابع: “بالإضافة إلى أن النظام المغربي يدفع بالكثير من الأنظمة في أفريقيا لتأخذ بهذا الاتجاه، وهذا لا يخدم ليبيا ولا مصلحة الشعب الليبي ولا السّلم والأمن في المنطقة ككل، ولا يخدم البلاد التي تعاني من الأزمة والتّمزقات السياسية والانزلاقات، ولهذا يجب على ليبيا أن تتراجع عن هذا القرار”.

وذكر أن انسحاب ليبيا لصالح النظام المغربي لا يعني أن يكون الأخير ممثلا للاتحاد، لأن شمال أفريقيا فيها الكثير من الدول، وبالتالي تصبح تونس مرشحة للعضوية ولم يبت في هذا القرار بعد.

وبرأيه فإن هذا القرار إن صح، فهو تأكيد لعدم الثقة في حكومة الوحدة المؤقتة، لأنها تعهّدت للجزائر قبل أسابيع بأنها تتوافق في الأمور الأمنية والاستراتيجية، وإذا بها تتجه للطرف الآخر، وتسقط في مشروع الكيان الصهيوني في المنطقة.

وحول تنازل ليبيا لتونس، قال دبّش، “أعتقد أن حكومة الدبيبة تلعب بأي ورقة يمكن لها أن تثبّت وجودها في الانتخابات والاستحقاقات القادمة، وبالتالي ما تقوم به ليبيا هو عمل ظرفي انتخابي أكثر من كونه يعكس استراتيجية الدولة الليبية، ومهما يكن، لن تتأثر الجزائر بهذا القرار”.

وأوضح أن مواقف الجزائر واضحة ولها توافق استراتيجي مع دول أكبر وأقوى من ليبيا ومن دول المنطقة، مثل روسيا والصين وحتى مع الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإسبانيا الذين يرفضون المسّ باستقرار المنطقة وأيضا الدول الأفريقية”.

وأردف: “يجب على الحكومة الليبية أن تلعب دورًا في الاستقرار والحل السياسي وأن لا تقوم بالتنسيق والتصعيد مع الدول الحليفة للكيان الصهيوني، فإسرائيل لا تهمها هذه الدول وإقامة صداقة معها بقدر ما تهمها الاستراتيجية القائمة على ضرب استقرار هذه الدول الأفريقية ومن خلالها يمكن التّوغل”.

واختتم بالتأكيد على أن الكيان الإسرائيلي يقوم بحملة لمواجهة الحملة المضادة، بمعنى أن هذه الحملة ضد تواجده في الاتحاد الأفريقي والحملة التي يقوم بها من خلال المغرب لتثبيت تواجده في أفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى