الأخبار

العبيدي: ليبيا في حاجة لانتخاب رئيس يعبر عن إرادة الشعب الحقيقية

أكد الكاتب الصحفي جبريل العبيدي، أن الانتخابات الرئاسية تعد مناخا صحيا بعيدا عن الحروب والقتال بالرغم من كثرة المرشحين وخطورة تشتت الأصوات.

وقال العبيدي، في مقال له بصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: “رغم كثرة المترشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، وخطورة تشتت الأصوات، فإن الأمر يبقى مناخاً صحياً تخلى فيه الليبيون عن القتال والحروب والرصاص، واتجهوا نحو الصناديق الانتخابية، سواء طواعية ضمن إرادة ليبية تبحث عن الاستقرار أكاد أتلمسها عند الغالبية أو مرغمين عند القلة بسبب إصرار الليبيين والعالم على الانتخابات واستقرار ليبيا، ما لم يجعل لهم مخرجاً آخر سوى الانتخابات، رغم محاولات تنظيم جماعة الإخوان بالتهديد والتلويح بالحروب تارة وبالمقاطعة ورفض النتائج مسبقاً إذا جاءت ليست على هواهم”.

وأضاف “في ليبيا التي تم تغييب منصب الرئيس فيها لعشر سنين عجاف، كديدن وخطة مستمرة منذ فبراير 2011 حتى يومنا هذا وليبيا بلا رئيس، بدءاً من ظهور المجلس الانتقالي ووريثه المؤتمر الوطني، وهم جميعاً يتفننون في تغييب منصب الرئيس، كما أن ليبيا لم تنتخب مَن يحكمها منذ تاريخ تأسيسها”.

وتابع “التلاعب بتغييب منصب الرئيس يهم أطرافاً مستفيدة كثيرة، ففي بداية فبراير 2011 أصبح رأس السلطة (الهجينة) المجلس الانتقالي (سلطة الأمر الواقع في فبراير غير المنتخبة) التي لم يُعرف تصنيف وظيفي واضح لها، وأصبح معها رئيس المجلس الانتقالي في حينها ينتحل صفة رئيس الدولة والقائد الأعلى للجيش، بالإضافة لصفة رئيس المجلس، وظائف وسلطات ثلاث في منصب واحد، وتكرر المشهد عند وريثه المؤتمر الوطني العام، ثم البرلمان”.

واستطرد “ليبيا اليوم في حاجة لانتخاب رئيس يعبر عن إرادة الشعب الحقيقية وليست المزورة والمغيبة، ولا يمكن أن يكون هذا إلا من خلال انتخاب مباشر عن طريق الاقتراع الشعبي، وبحيث يكون كل مواطن ليبي وطنياً بالولادة من أبوين وطنيين ويقيم في ليبيا، السباق الرئاسي الليبي بدأ الترشح له وانطلقت الصافرة، وفي انتظار النتائج والقبول بها ممن ارتضوا الاحتكام للصندوق الانتخابي”.

واستكمل “المعضلة الحقيقية التي ستواجه بعض الأطراف هي تشتت الأصوات في الفريق الواحد، وبالتالي ستكون الخسارة نصيب الجميع، الأمر الذي ستكون نتائجه كارثية إذا لم يتنازل أصحاب التوجه الواحد لأحدهم لتحقيق النسبة المطمئنة للفوز في الجولة الأولى، لكن والأمر هكذا فإننا جميعاً نتجه نحو الجولة الثانية حتى قبل أن نعرف نتائج الأولى، والسبب تشتت الأصوات وعدد المترشحين الكبير”.

زر الذهاب إلى الأعلى