الأخبار

العبيدي: تنظيم الإخوان في ورطة كبيرة

أكد الكاتب والباحث السياسي جبريل العبيدي أن تنظيم الإخوان أصبح في ورطة، وأن تهديدات رئيس مجلس الدولة خالد المشري يعاقب عليها القانون.

وقال العبيدي في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”: “لا أظن الطريق مفروشاً بالورود أمام سلاسة العملية الانتخابية، في ظل ظهور أصوات تهدد بالمقاطعة وأخرى تجاهر بالتهديد بمنع الانتخابات من الحدوث أصلاً، كتلك التهديدات التي أطلقها رئيس مجلس الدولة الممثل لتنظيم «الإخوان» رغم زعمه بالاستقالة من التنظيم، فقد هدد بالقول: «سنضحي بمئات الآلاف من الجثث مقابل ألا يحكمنا (المشير خليفة) حفتر حال فوزه»، مما يعني رفضاً مسبقاً لنتائج الانتخابات في حال فوز المرشح المعارض لهم، وأنهم من ثم لا يعترفون بالعملية الانتخابية ونتائجها إلا في حالة فوز مرشحهم فقط”.

وأوضح الكاتب أن “منع الانتخابات بهذا الشكل التي وصفها بأنها ستجلب رئيساً فاشياً أو نازياً جديداً كما زعم وتوهم، لأن جماعة «الإخوان» كانوا يرغبون في وضع شروط للترشح الرئاسي تقصي خصومهم وتكون تفصيلاً على مقاس مرشح إخواني أو تابع إخواني، ففي البدء كانوا يرفضون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، وطالبوا بأن يكون من البرلمان لكي يسهل عليهم اختراق البرلمان كعادتهم، ولكن الرياح جاءت عكس رغباتهم، وأصبح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب تحقيقاً لمطلب شعبي، مما أثار غضب «الإخوان» الذين يعلمون ضآلة حجمهم في المجتمع الليبي وخسارتهم المسبقة، ولكن تنظيم جماعة «الإخوان» لا تعوزه الحيلة والخداع وتحالف الشياطين مع المجرمين والعصابات والمخربين والميليشيات المسلحة لاستخدامهم في إفزاع الناس وترهيب الناخبين وعرقلتها، بل وحتى منعها”.

وأشار إلى أن “مطالبة الأنصار بمحاصرة المفوضية العليا للانتخابات ومنعها من أداء عملها تعتبر سابقة خطيرة ومجاهرة بالتمرد، وتهديداً صريحاً للناخبين والمرشحين، بل والتهديد بعدم القبول بالنتائج الانتخابية تعتبر جريمة يطالها القانون، خاصة أنها جاءت علنية، بل وجاهر بها قادة تنظيم «الإخوان» والإسلام السياسي، في ظل وجود أنباء عن جهود دولية لفرض عقوبات على المعرقلين، كما ذكرت «أفريكا إنتلجنس» أن واشنطن تسعى لفرض عقوبات جديدة ضد أطراف في ليبيا لإنقاذ الانتخابات قد تشمل أعضاء في البرلمان ومجلس الدولة”.

وتابع العبيدي: “منذ انطلاق عجلة الانتخابات والأصوات المعارضة والمعرقلة، بل والمهددة بمنعها جميعها تنتمي لتيار الإسلام السياسي الذي تتزعمه جماعة «الإخوان» التي أدرك حجمها الحقيقي في المجتمع الليبي وصعوبة حصولها على نسبة تؤهلها للحكم سواء في البرلمان أو الرئاسة، فتنظيم «الإخوان» سقط في ليبيا منذ أول انتخابات في 2014 التي رفض نتائجها وتمترس خلف السلاح وقاد حرباً ضروساً عبر الميليشيات المسلحة التابعة له فيما عرف وقتها بحرب فجر ليبيا”.

واستكمل الكاتب السياسي: “تنظيم جماعة «الإخوان» رغم صغر حجمه في الشارع الليبي فإنه من خلال منظومة الخداع واستخدام المال الفاسد استطاع أن يحقق اختراقاً بين الصفوف ليفرقها، إلا أنه في هذه المرة افتضح أمره وكشفت مخططاته ولم يعد باستطاعته ترشيح حتى من هم في الصفوف الخلفية والمجهولين بين جماعته ليضلل بهم الناخب بكونهم ليسوا إخواناً، ولهذا أصبح التنظيم في ورطة كبيرة، فالانتخابات ضامن خسارتها مسبقاً، الرئاسية والبرلمانية، وأنه أصبح خارج المعادلة الليبية، ولهذا تعالت أصوات قادته بالرفض، وانتابت بعضهم حالات هيستيريا كشفت عما في دواخلهم من أذى كبير للناس وكره وغل وبغض للمجتمع الذي يعيشون ويقتاتون، بل وينهبون خيراته”.

زر الذهاب إلى الأعلى