الأخبار

قائد إيريني: سجلنا وجودا كبيرا للعمليات غير المشروعة ونقل الأسلحة الثقيلة لطرابلس

قال قائد عملية إيريني ‏الأوروبية، الأدميرال فابيو أوجستيني، إن ‏عملية “إيريني”، لم تقم بالعملية الثانوية الموكلة لها للأسف، في ‏تدريب ومراقبة “خفر السواحل” و “البحرية الليبية”، مرجعًا ذلك ‏إلى “أسباب سياسية”.‏

وأوضح أوجستيني في مقابلة مع صحيفة “لا إسبريسو” الإيطالية، ‏أنه بعد 18 شهرًا من تفعيل عملية “إيريني”، بلغت العملية مرحلة ‏النضج التشغيلي الكامل، للمساهمة في تنفيذ حظر الأسلحة ‏المفروض على ليبيا، والذي أقرته قرارات مجلس الأمن الدولي ذات ‏الصلة، ومن أجل الإسهام في حل سلمي للنزاع في ليبيا.‏

ولفت إلى أن تجديد ولاية العملية حتى عام 2023م، هو ما يرغب ‏فيه جميع دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع، منوها إلى أن تجديد الولاية ‏قرارًا مهمًا يشير إلى إرادة الاتحاد الأوروبي لضمان أفق زمني متوسط ‏الأجل لوجوده العسكري في البحر الأبيض المتوسط.‏

وكشف أنهم سجلوا وجودا كبيرا قبل إطلاق عملية إيريني وفي الفترة ‏التالية لها مباشرة، للعمليات غير المشروعة ونقل الأسلحة الثقيلة ‏والطائرات والأنظمة المضادة للطائرات والمليشيات والمرتزقة ‏والمتعاقدين من شركات الأمن الخاصة باتجاه طرابلس، لكن ‏حاليا تم تقليص حجم الانتهاكات بصورة كبيرة نتيجة لوقف إطلاق ‏النار ووجود عملية إيريني في البحر.‏

وذكر أنه بعد انتهاء الأعمال العدائية، كانت هناك بالتأكيد حاجة ‏لتقليل جلب الأسلحة إلى ليبيا، مشيرا إلى أن وجود “إيريني” أمام ‏السواحل الليبية وتفتيشها السفن كان له آثار إيجابية للغاية من ‏حيث الردع على جميع الجهات الفاعلة، والمتورطين الذين أدركوا ‏أن تلك العمليات غير المشروعة لن تمر.‏

ورصد أوجستيني، أن البيانات تظهر انخفاضا كبيرا في عدد الطائرات ‏المشبوهة المسجلة من وإلى ليبيا، وتؤكد المستوى الكبير الثابت ‏للأسلحة الموجودة على الأراضي الليبية.‏

ونوه إلى أن ما جرى تسجيل هو مجرد تناول روتيني عن طريق الجو ‏بشكل رئيسي، للمرتزقة ‏الذين لا يزالون على أي حال في عدد شبه ثابت على الأراضي الليبية.‏

وسجلت إيريني، بحسب أوجستيني، جمودا كبيرا في المواقع التي ‏توقف عليها الطرفان على خط الطول المتفق عليه بين الشرق ‏والغرب ما بين سرت والجفرة.‏

ووصف عملية إيريني، بأنها حاليا أكثر عمليات الأمن العسكري ‏والسياسة الدفاعية المشتركة تعقيدًا وأهمية للاتحاد الأوروبي في ‏العالم، مؤكدا أنها العملية الوحيدة التي تتعامل مع إنفاذ حظر ‏الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا من خلال إثبات ‏فعاليته وتوازنه وحياده.‏

وتحدث عن أن عمليات حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا ترتبط ارتباطا ‏وثيقا، بتوافر معلومات استخبارية عن المنتهكين المحتملين ‏للحظر، ذاكرا أن تلك المعلومات يتم تقديمها إليهم من قبل الدول ‏الأعضاء، ومركز الأقمار الصناعية الأوروبي وفريق خبراء الأمم ‏المتحدة المعني بليبيا.‏

وأردف بقوله: “قامت إيريني بالتحقق من حوالي 3800 سفينة ‏عبرت في منطقة العمليات في وسط البحر الأبيض المتوسط، ‏ورصدت 16 ميناء ومحطة نفطية، ونفذت حوالي 180 زيارة على ‏متن السفن التجارية بإذن من القائد ونفذت 18 عملية تفتيش ‏كاملة على السفن المشبوهة بموافقة دولة العلم”. ‏

وواصل: “في إحدى عمليات التفتيش، تم العثور على شحنة ‏غير مشروعة من وقود الطائرات العسكرية، ومحظورة بموجب ‏قرارات الأمم المتحدة واللوائح الأوروبية، وتم تحويل سفينة ‏الشحن إلى ميناء في اليونان، وهي أول عملية اختطاف لسفينة ‏تجارية نفذها الاتحاد الأوروبي”.‏

ولم يقتصر نشاط إيريني، بحسب أوجستيني، على منع ومراقبة ‏العمليات غير المشروعة في البحر، بل قامت أيضا بتحقق من 600 ‏رحلة جوية مشبوهة، ورصدت 25 مطارا، وحللت آلاف صور ‏الأقمار الصناعية من مركز توريون الأوروبي للأقمار الصناعية.‏

ووصف أوجستيني، عملية إيريني بأنها بمثابة وسيلة “ردع”، بسفنها ‏وطائراتها وغواصاتها وطائراتها بدون طيار وأقمارها الصناعية، التي ‏تراقب وتلتقط الصور وتتحقق على مدار 24 ساعة في اليوم و365 ‏يوما في السنة من الوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط ‏وبالأخص قبالة السواحل وفي ليبيا، التي تساهم في تحقيق ‏الاستقرار في ليبيا والأمن في هذه المنطقة من البحر الأبيض ‏المتوسط، وبالتالي تسهيل عملية السلام.‏

ويأمل أوجستيني أن تساعد إيريني في تكوين ليبيا مستقرة وآمنة، ‏تساعد على تحسين الظروف المعيشية لليبيين، بعد 10 سنوات ‏من الحرب، وتحسين الظروف الاقتصادية للجميع، وهو ما ‏سينسحب على المنطقة كلها، وبالتالي انخفاض في تدفقات الهجرة.‏

واستدرك بقوله “وجود إيريني وتأثيره الرادع على العمليات ‏والأنشطة غير المشروعة ضروري ليس فقط لليبيا ولكن لإيطاليا ‏ولأوروبا بأكملها، وهي في الأساس أداة هائلة للمراقبة والتوازن ‏الجوهري توفر استقرارا أكبر للمنطقة وتفضل التطور الإيجابي ‏للوضع السياسي”.‏

وعن الدعم الأمريكي والدولي لعملية إيريني، قال أوجستيني إن “‏اللاعبين الدوليين ينظرون إلى وجودها على أنه رائد، وهو ما يتضح ‏من الشبكة الواسعة من التعاون وتبادل المعلومات التي أسستها ‏العملية مع مجموعة واسعة ومتنوعة من أصحاب المصلحة ‏الوطنيين والدوليين”.‏

وتحدث عن تعاون “إيريني” مع القيادات الأمريكية في المنطقة، ‏مشيرا إلى أن رحلته إلى الولايات المتحدة حملت تأييدا للعملية ‏وتمكن من إبرام اتفاقية لتبادل المعلومات الأولي.‏

وأسهب بقوله “ما نحتاج له حاليا هو مضاعفة الجهود ‏الدبلوماسية، لتمكين تطوير بناء القدرات وتدريب حرس السواحل ‏والبحرية الليبيين، وكذلك لاستئناف التعاون الكامل مع الناتو ‏والولايات المتحدة الأمريكية”.‏

واعتبر أن عملية إيريني يمكن أن تكون منتهية الصلاحية، عندما لا ‏يكون دعم عملية عسكرية ضروريا لتنفيذ عملية السلام في ليبيا ‏وعندما يثبت خفر السواحل والبحرية الليبية أنه قادر على تنفيذ ‏مهامه بشكل مستقل في منطقة المسؤولية.‏

واختتم: “من المهم في تلك المرحلة ألا يكون هناك تدخل ‏خارجي في ليبيا، وألا تصل أي أسلحة وأن ذلك البحر، فالمنطقة لا ‏تزال آمنة. لذلك أعتقد أن مهمة إيريني لن تنتهي بالانتخابات أيضًا ‏للسماح لخفر السواحل والبحرية الليبيين بالاستقلال التام في إدارة ‏الأمن في مياهه الإقليمية”.‏

زر الذهاب إلى الأعلى