مركز بحثي: أنقرة والميليشيات هم المستفيدين الوحيدين من الأزمة الليبية التي أدت إلى انتشار المرتزقة السوريين في غرب ليبيا

نشر مركز التحليل والبحوث العملياتية المستقل، تحليلا عن تأثيرات التدخل التركي في ليبيا، مشيرا إلى أن أنقرة والميليشيات، هم من المستفيدين الوحيدين من الأزمة الليبية، الذي أدى بدوره إلى انتشار المرتزقة السوريين في غرب ليبيا.
وذكر المركز المتخصص في النزاعات الدولية بتقرير مطول، كيف أن “التدخل التركي على الأرض الليبية، أدى لتآكل سلطة الدولة الرسمية، وتعزيز شبكات الاتجار بالبشر المستخدمة لتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، وأنشطة التهريب غير المشروعة”.
ولفت التقرير إلى أن “تركيا استفادت من حالة الانقسام الداخلي في ليبيا، والتي أدت بدورها إلى تفاقم الخلافات السياسية عميقة الجذور”.
أشار التقرير إلى أن “هذا دفع تركيا لنقل المقاتلين والمهاجرين وتنشيط عمليات التجارة غير المشروعة، وهو ما أثر على ديناميكيات الصراع وسياسات الهجرة الأوروبية”.
ووصف المركز التقرير بأنه “يعتبر أول تقرير رسمي متاح للجمهور يقيم بشكل منهجي الآثار المتباينة للتدخلات العسكرية التركية في الأزمة الليبية والسورية، والذي يكشف أن ليس كل عمليات عبور المرتزقة أو المهاجرين متشابهة، مستفيدين من تآكل السلطات الرسمية وسيادة القانون في تلك الدول”.
وأطلق التقرير تحذيرا من أن “التدخلات العسكرية التركية في ليبيا، أضفت طابعا رسميا على تجنيد المرتزقة السوريين، التي كانت بدورها عمودا فقريا لدائرة هجرة العمالة عبر البحر المتوسط، وعبور اللاجئين إلى أوروبا”.
وكشف التقرير أن “هناك مسارات هجرة مختلفة للمرتزقة السوريين بالنسبة لتركيا، حيث جندت تركيا مباشرة المرتزقة في 2019 لمهام قتالية، إلى جانب الميليشيات الموجودة في طرابلس”.
وانتقل التقرير للحديث عن أن “المهاجرين المغادرين إلى أوروبا من غرب ليبيا، المدعومة من تركيا عسكريا، كانوا يواجهون عمليات الاحتجاز التعسفي والابتزاز ولانتهاكات على يد العناصر المسلحة، التي تسيطر على مراكز الاحتجاز”.
ووجه المركز رسالة إلى صانعي السياسات بأن “ينظروا إلى الهجرة على أنها نتيجة لسلسلة متتالية من الانهيارات لسيادة القانون التي تشمل مجموعة كاملة من الجهات الفاعلة من الوسطاء المحليين إلى القوى العسكرية الإقليمية، يجب معالجة كل مجموعة فاعلة بوسائل مختلفة، ويمكن أن يكون تنفيذ المعونة الموجهة لتلبية الاحتياجات وإضفاء الاستقرار في المناطق المعرضة للإصابة فعالاً محلياً”.