الأخبار

بعيو: ملتقى الحوار انتهى وعلى الليبيين استعادة القرار

قال الرئيس السابق لمؤسسة الإعلام الصحفي محمد بعيو إن ملتقى الحوار انتهى وعلى الليبيين استعادة القرار.

بعيو أشار في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك” إلى أنه “من المجلس الإنتقالي قبل 10 سنوات، إلى حكومة ملتقى الحوار الوطني قبل بضعة شهور، مروراً بانتخابات 2012 و 2014، ثم اتفاق الصخيرات نهاية 2015، لم تكن هذه المحطات والتواريخ سوى عود ثقاب يوقد لمرة واحدة، لغاية واحدة، هي استمرار لـــيـبـيـــا في حالة سيولة السلطة، التي تعني الغيبوبة العميقة أو الموت السريري للدولة، أي بقاء الجسد وتعطل الحواس وتوقف الوظائف”.

وأضاف: ”وبالانتقال إلى مملكة النحل العجيبة لضرب المثل وللتشبيه، يمكن اعتبار كل واقعة من تلك الوقائع الخمسة بمثابة (ذكـر الـنـحـل) الذي يقوم في حياته القصيرة، بمهمة واحدة لغاية واحدة يوجد ويعيش لأجلها، هي أن يقوم بتلقيح ملكة النحل ثم يموت”.

وتابع: ”ففي جميع الحالات السابقة، وربما إلى أمد سيطول، لمرة واحدة عبر فعل واحد مثل فعل ذكر النحل، يتم إخراجه بصورة من إثنتين، تارةً بصناديق الإنتخابات، وتارةً بالتفاوض والتوافقات، تتأسس سلطة مؤقتة ضعيفة، تسمى توافقية أو وفاقية أو وطنية، تستمر ردحاً من الزمن، بينما تموت وتنتهي الوسيلة أو الآلية التي أنتجتها، حتى ينتهي دور وزمن تلك السلطة، ثم يصبح لزاماً على اللاعبين الكبار والصغار في بلادنا وبمصيرنا، إنهاءها وإحلال أخرى بدلاً منها عبر نفس الوسيلة وباستخدام ذكر نحل آخر لتضع الملكة السلطة بيوضها الثمينة ليس في خلية النحل لتولد الأجيال وتستمر الحياة ويخرج الشهد بل في مقرات السلطات والدهاليز والممرات لتستمر الدولة في غيبوتها وتستمر السلطة المزعومة في وظيفتها الوحيدة ذات الأبعاد الثلاث”.

وقال: ”إدامة المراحل الإنتقالية، وإهدار الثروات الوطنية، واستمرار السيطرات الأجنبية، وتلك الثلاثية المدمرة ليس في مقدور أي سلطة مهما صفت نواياها، أو حاولت أن تتمسك بوطنيتها، أن تخالفها أو تخرج عنها، فهي لا تحتكر السلاح، ولا تملك القوة، ولا تمثل السيادة، والويل لها ولشخوصها إن فكروا مجرد التفكير مدفوعين بالعناد الليبي في امتلاك القرار وتغيير المسار”.

كما أردف: ”من هذا المنطلق وهذا التحليل أقول إن ملتقى الحوار الوطني انتهى دوره المحدد ووظيفته الوحيدة في فبراير الماضي يوم صوت على خارطة الطريق واختار السلطة التنفيذية الجديدة بأجل محدد لا يزيد عن 10 شهور هانحن اليوم وقد فشل ملتقى الحوار الليبي في جنيف أمس نشبهها، بحكومة الوفاق الوطني التي حدد لها اتفاق الصخيرات مدة عام واحد تنتهي في نهاية 2016، فاستمرت بفعل وحكم الأمر الواقع خمس سنوات أي خمسة أضعاف عمرها”.

واستطرد حديثه: ”طبعاً الظروف تغيرت من حيث سأم الليبيين من حالة غياب الدولة وبحثهم عن وعد الخلاص عبر موعد الإنتخابات العامة نهاية هذا العام، لكن انقسامنا الأفقي قبل الرأسي يجعلنا شعباً بلا أية فاعلية، إلا فعل واحد للأسف لا نمارسه نحن بل يُمارس علينا ويمارس بنا، هو الحروب الأهلية التي يموت فيها البسطاء المُستغفلون المساقون إلى الهلاك وهم ينظرون، ويربح فيها الساسة المتسلطون المرابون الذين يتنقلون بكل سهولة ودون أي تفسير، ولا حياء من غرف العمليات القتالية، إلى غرف الفنادق التونسية والسويسرية، في مشهد متكرر عدة مرات، قد يتكرر طيلة القادم من السنوات إذا لم نستيقظ من هذا السبات”.

وتابع: ”لا حل سوى الشارع في كل المدن تحتله الجموع المسالمة لا المتقاتلة لتكتب بإرادتها شهادة ميلاد دولتها وميثاق وجودها وبقائها، وتصوغ قاعدتها الدستورية وتتمسك بالموعد الديسمبري المحتوم، وتنتخب رئيساً للدولة ليكن من يكون، المهم أن لا يأتي على متن دبابة، ولا على ظهر تدخل خارجي عسكري أو سياسي، رئيس لن يكون دكتاتوراً أكثر من هؤلاء الدكتاتوريين عسكريين ومدنيين، الذين يحكمون ليبيا بالتراضي بينهم والتقاسم والإنقسام على مدى عشر سنين وفي الإنتخابات وعلى الصناديق وللفوز بالثقة والشرعية الشعبية فليتنافس المتنافسون وليتدافع المتدافعون، شرط أن تكون المنافسة متكافئة والتدافع سلمياً، لا سلاح فيهما ولا مال حرام ولا فساد الإعلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى