الأخبار

البرغثي: الانتخابات ليست هدفاً الانتخابات وسيلة قد نصل من خلالها الى وضع أرجلنا على طريق استعادة الوطن

أوضح السفير الليبي بالمملكة الهاشمية الأردنية الدكتور محمد البرغثي، اليوم السبت، أنه يبدو أن دولة مهمة فى هذا العالم قد حسمت أمرها، وحددت موقفها للدفع فى اتجاه إجراء الانتخابات فى موعدها المحدد، بل وبعثت أكثر من إشارة، وخطت أكثر من خطوة فى اتجاه الاهتمام بالملف الليبي، ورغم أن هذا الأمر يأتي فى إطار استراتيجية هذه الدولة وخدمة لمصالحها فى المقام الاول، إلا اننا نراها خطوة إيجابية بالنسبة لنا ينبغي الاستفادة منها والبناء عليها.
البرغثي، وفي تدوينة عبر صفحته الرسمية بفيسبوك، قال: “الانتخابات آتية، هل هذه الخطوة كافية ؟ الانتخابات ليست هدفاً، الانتخابات وسيلة، قد نصل من خلالها الى وضع أرجلنا على طريق استعادة الوطن وبناء الدولة، وبالتأكيد هو طريق طويل، ولن يكون سهلاً”.
وتابع: “هل ستتم الانتخابات بطريقة سلسلة ؟ نتمنى ذلك، ولكن ينبغي أن نضع فى الاعتبار، أن الجميع سيرحب بالانتخابات، ولكن البعض قد لا يتمنى إجراؤها، الدول أيضاً سترحب بالانتخابات ، ولكن بعضها سيعمل على تعطيلها، والدول لديها مصالحها، التى قد لا تكون لها علاقة بمصالحنا، هي تعمل من أجلها، تُصارع تُناور تُساوم حتى تصل الى مرحلة التفاهم والتقاسم، الدول لديها ( حلفاء ) فى الداخل، هؤلاء هم حالة مؤقتة وعابرة، قيمتهم ودورهم يتحدد على ضوء استراتيجية هذه الدول”.
وأضاف: “الظروف الصعبة والاستثنائية التى مرت بها بلادنا، بالاضافة الى حجم التدخل الاجنبي الكبير وغير المسبوق فى بلادنا، قد يُعطي العذر (للحلفاء) فى تحالفاتهم، ولكن فى تقديري أن المصلحة الوطنية لبلادنا من جهة وحتى المصلحة الشخصية ( للحلفاء) من جهة آخرى، تستدعي إجراء مراجعة وطنية شاملة ، تُفضي الى اختيار الداخل والاستقواء به فى مواجهة الخارج ، ومواجهة المخاطر الحقيقية التى تهدد وجودنا”.
وتابع: “الخوف ، قد تكون هذا الكلمة عنواناً كافياً، لأغلب أدوات التعطيل والإعاقة فى المشهد السياسي الليبي، (السلاح، المال، الاعلام، الارتباط الاجنبي) ليست بالضرورة هى عناصر قوة، قد تكون فى حقيقتها تعبيرٌ عن حالة من (الخوف)، لماذا الخوف؟ الخوف فى الحالة الليبية مما هو آتي، الدخول فى مرحلة الاستقرار والشروع فى بناء الدولة، سيؤدي الى فتح كل الملفات وطرح كل التساؤلات، ولذلك ينبغي من الآن، أن تُفتح الحوارات وتؤخذ هذه الأمور فى الاعتبار، وتُناقش المعالجات”.
واستكمل: “لقد تأكد لكل ذي بصيرة أن الشعارات التى رُفعت “قبلياً ومناطقيًا وجهوياً” هى شعارات لدغدغة المشاعر، ولا علاقة لها بمصالح من رُفعت بأسمهم ومن أجلهم، تُرجمت فى النهاية الى مصالح شخصية مادية ضيقة، وان نظرة البعض الى الوطن على اساس أنه “غنيمة” ينبغي أن تتغير، ومن مصلحتنا ومصلحتهم أن تتغير، لأن معاناة الناس غدت كبيرة جداً، الناس على مستوى عال من الوعي، قد يصبرون، ولكن المؤكد ان هذا الصبر لن يدوم طويلاً”.
وتابع: “تبقى الارادة الوطنية هى السلاح الأقوى الذى ينبغي تفعيله، بناء الدولة ليس مشروعًا سهلًا، قد يكون لديك السلاح ولديك المال، كل ذلك لا يكفي، الاهم من يُمسك بالسلاح؟ ومن يُدير المال؟ الانتخابات قد تكون فرصة تاريخية، لتجاوز اخطاء الماضي الكبيرة والمُكلفة، ومن خلال قوة الصوت الانتخابي الوطني، قد تحظى بلادنا بقيادة وطنية شجاعة على مستوى عال من الكفاءة والنزاهة والاقتدار”.
واختتم: “الحل لن يكون إلا وطنياً، لن يسمعك ويحترمك الخارج إلا فى حالة واحدة : أن يكون لديك جذوراً وطنية عميقة فى الداخل، والناس قادرة من خلال الانتخابات أن تصنع المعجزة الوطنية المأمولة، المهمة ليست سهلة ولكنها حتماً ليست مستحيلة”.
زر الذهاب إلى الأعلى