الأخبار

الغرياني: لا نريد انتخابات بناءً على القاعدة الدستورية.. والبعثة الأممية تحتل البلاد وتجهز لحرب جديدة

قال مفتي المؤتمر الوطني العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني إن ما يسميه المجتمع الدولي بالمراحل الانتقالية التي يفرضها على الشعوب هو نوع من الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذه هي التسمية الحقيقية لمصطلح الفترة الانتقالية.

الغرياني أشار خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له أمس الأربعاء إلى أنه عندما يتحدث المجتمع الدولي عن حاجة دولة معينة لفترة انتقالية للدعم والمساعدة، هذا يعني أن المجتمع الدولي قرر احتلال ليبيا أو غيرها من الدول التي قرر وضعها في مرحلة انتقالية.

ولفت إلى أن المصطلحات التي يطلقها المجتمع الدولي غير واضحة، مبينًا أن المجتمع الدولي هو خمس دول كبرى أعضاء دائمين في مجلس الأمن ويقومون بتقرير مصير الشعوب.

وتابع: “خمس سنوات هي فترة احتلال بما فيها من معنى، والمبعوث الأممي كان يتحكم في كل شيء من أصغر شيء في ليبيا لأكبر شيء، الميزانيات والأمن، كل ما هو متعلق بشؤون الدولة والبعثات والسفراء والوزراء، هل استطاعت الحكومة السابقة أن تعمل حتى تشكيلة وتعيد تشكيل وزاري؟ المحتل يتحكم في البلد والمبعوث الأممي يصل كل عشرة أيام ويسافر بطائرته الخاصة لنيويورك ويقدم تقريرًا مطلوبًا منه كله تزوير وعدم ذكر الحقائق لما يسمى المجتمع الدولي، والدول المحتلة لليبيا، وبعد ذلك تنتهي مدته ويتكلم عن الحقائق ويكذب نفسه وما كان يقوله في السابق”.

كما أردف: “لماذا لم يقل الحقائق عندما كان في ليبيا؟ لماذا كان يكذب على الناس؟ الآن يصرح ويقول المجتمع الدولي ومجلس الأمن أكثر من نصفه قال إنهم مع حفتر ومنحازون له، إذًا لماذا لم تقل هذا من قبل؟ حفتر عندما أراد أن يغزو طرابلس قال: عندي الضوء الأخضر من أمريكا ودول أوروبية، لماذا لم يتحدث أن هناك مؤامرة أوروبية لاحتلال ليبيا؟”.

ورأى أن الجميع أبدى سعادته وتفاؤله عندما تم الاتفاق على إجراء الانتخابات البرلمانية واختيار حكومة جديدة ستتمكن من إنقاذ ليبيا من الاحتلال وهيمنة المجتمع الدولي، مبينًا أن الجميع تفاجأ أيضًا بما يتم تداوله خلال الأسبوعين الأخيرين، بأن هذه الانتخابات سيتم إجراؤها تحت ما يسمى القاعدة الدستورية.

وأضاف: “المجموعة التي اختارها المبعوث الأممي الـ 75 والمجموعة القانونية الذين يريدون أن يضعوا ما يسمى قاعدة دستورية على أساسها، يتم انتخاب البرلمان هذا كما ذكر المختصون والمطلعون على ألاعيب البعثة والمجتمع الدولي، قالوا هذا يعني الوصول لفترة انتقالية جديدة. انتخابات ديسمبر ليس معناها أن ليبيا ستحصل على حريتها والبرلمان تنبثق عنه حكومة مستقلة تخرج البلاد من الوصايا وتخرجها من الفصل السابع من مجلس الامن، الانتخابات ليست بناء على دستور دائم ووثيقة دستورية، ولو كانوا يريدون مصلحة ليبيا لماذا لم يذهبوا للاستفتاء على مسودة الدستور التي صاغتها اللجنة القانونية المنتخبة؟ بالتأكيد لأن ذلك يؤدي لاستقلال ليبيا وهم لا يريدون لها الاستقلال، المشروع الصهيوني في ليبيا يريد لها أن تبقى تحت الاستبداد والقهر والاحتلال”.

الغرياني استطرد حديثه قائلًا: “للأسف لا يأتون بهذا الكلام بشكل صريح ويقولون: نحن ما زال لدينا رغبة أن نهيمن ونحتل ليبيا، بل يقولون: إننا نريد الليبيين أن يحكموا أنفسهم ونختار منهم 75 و 18 قانونيًا، وهم يديرون لنا قاعدة دستورية ليحملوهم وزر احتلال ليبيا، والـ18 سيجبرونهم على وضع ليبيا في البلاء لاحتلالها لمدة جديدة، البعثة لا تستطيع عقابهم إن قالوا لا، بل ستحترمهم، وأرجو أن يكون لهم موقف يذكره التاريخ ويقاوموا الاحتلال، وسيكون لهم أجر الشهداء عند الله”.

وأكد على ضرورة أن تنطلق الانتخابات من لجنة الـ 60 من أجل أن تخرج ليبيا من الهيمنة والبلاء، معتبرًا أن مهمة البعثة الأممية هي تجهيز حرب جديدة في ليبيا، بحسب زعمه.

وأضاف: “أحملهم المسؤولية التاريخية والشرعية لاحتلال ليبيا وهم يوقعون على ذلك؛ لأن من يوقع على فترة انتقالية جديدة لليبيا عبر القاعدة الدستورية هو يوقع على مرحلة جديدة من الاحتلال، لذلك عليهم أن يراجعوا أنفسهم، نحن مع الانتخابات لكن ليس بناء على ما يسمى القاعدة الدستورية؛ لأن الانتخابات معها كعدمها، فنحن نريد انتخابات بناءً على الاستفتاء على الدستور الدائم الذي اختارته لجنة الـ 60، لا على القاعدة الدستورية؛ لأنها من الأمم المتحدة التي لا تقول الحقائق”.

زر الذهاب إلى الأعلى