الأخبار

العبيدي: الإخوان يواجهون حالة شتات بعد تخلي تركيا عنهم

أكد الكاتب الصحفي، جبريل العبيدي، أن تنظيم الإخوان يواجه هذه الأيام حالة من الشتات الثاني بعد الشتات الأول الذب أعقب الرفض المجتمعي له حتى في البلدان التي استوطنها لسنوات.

وقال العبيدي، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط: “بعد التخلي التركي عن الشريك الإخواني في مشروعه “العثمانية الثانية” أو “الخلافة” بالمفهوم والرؤية الإخوانية، يواجه تنظيم الإخوان هذه الأيام حالة الشتات الثاني بعد الشتات الأول الذي أعقب الرفض المجتمعي حتى في البلدان التي استوطنها لسنوات، فهذه تركيا الآن تعيد ترتيب علاقتها بالتنظيم والجماعة، ما اضطر قيادات بارزة للمغادرة إلى ماليزيا وبريطانيا (بلد المنشأ)، فالتنظيم يواجه حالة تيهٍ وشتات، بعد أن كاد يستقر لسنوات في تركيا”.

وأضاف “منذ سقوط حكم المرشد ونهاية حكم تنظيم الإخوان في مصر، والتنظيم الدولي يسعى إلى إيجاد قاعدة وبيت مال بديل، ولم يجدوا أفضل من ليبيا، حيث المال الوفير والفوضى العارمة، التي أحدثها حلف الأطلسي بإسقاطه للدولة الليبية في فبراير 2011، من دون إيجاد بديل، وتركها تعصف بها الميليشيات والجماعات العابرة للحدود، والتي على رأسها تنظيم الإخوان”.

وتابع تنظيم الإخوان هو صناعة استخباراتية عالمية قديمة لتوظيفه في مهام عديدة، منها مواجهة القوميين العرب في حينها، وهو أنتج التنظيمات الإرهابية التي تتبنى الفكر القطبي الذي يدعو إلى تكفير الدولة ويتبنى فكر حسن البنا الإقصائي، حيث يحتكر الدين بالزعم بأنهم “الإخوان المسلمون” حيث اختزل الإسلام في جماعته حصراً.

واستطرد “لكن التنظيم لم يكن مقصوراً على مَن صنعه، بل تمدد إلى قوى كثيرة تقاطعت مصالحها مع منهجية التنظيم كبندقية مستأجرة وحصان طروادة داخل بلدانها، وكعميل لا يتردد في أي فعل يمكّنه من الوصول إلى السلطة، مستغلاً الزعم بالعمل الدعوي شعار التنظيم المعلن، وهو ما مكّن التنظيم من سهولة الانتشار، واستقطاب الأعضاء وحتى الأصدقاء والمحبين والمتعاطفين”.

واستكمل “التنظيم مارس الابتداع الديني، فتحالف مع الصفويين وغيرهم واستخدمهم في فرض رؤيته السياسية على خصومه، في حين كان مفلساً سياسياً نتيجة براغماتيته في التعاطي، بل وسرعان ما ينقلب على مَن تحالف معهم، فقد تحالف في السبعينات مع الرئيس السادات، ثم غدر به وقتله في الثمانينات وقام باللعبة نفسها مع القذافي، حيث تحالف مع نظامه، وأعلن التوبة والمراجعات الفقهية في 2007 بمباركة كبيرهم القرضاوي، ثم سرعان ما انقلبوا على القذافي في 2011، ولذلك أي رهانات على تطويع وإعادة تدوير هذا التنظيم مصيرها الفشل”.

وواصل “تنظيم الإخوان سعى إلى أخونة ليبيا وتونس، لكنه لم يفلح، وهو مستميتٌ في هذا الأمر لظنه أنَّ هذا سيسهّل عليه استعادة حكم مصر، ومن هذا المنطلق يمكنه السيطرة على باقي البلاد العربية من خلال نشر أفكاره التي ظاهرها دعوي وحقيقتها التغلغل في المجتمعات وأخونتها، ليسهل حكمها والسيطرة عليها. سيبقى التنظيم في حالة الشتات والتيه إلى الأبد، ما دامت كانت أفكارهم خارج جغرافيا أوطانهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى