الأخبار

المرعاش: على الدبيبة إدراك خطورة منصبه واتخاذ القرارات اللازمة بشأن ملف المرتزقة والوجود الأجنبي

قال المحلل السياسي كامل المرعاش إن الجميع كان يتطلع أن تكون الحكومة سريعة في أفعالها وأقوالها وتبدأ عملها، معتبرًا أن الحكومة تعمل ببطء وارتباك وعدم مبالاة باتخاذ قرارات شجاعة في كثير من الملفات، وأولها ملف المرتزقة والوجود الأجنبي على الأراضي الليبية.

المرعاش أشار خلال برنامج “بانوراما” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” أمس السبت إلى أن العمل الأمني منفلت حتى في طرابلس التي فضل رئيس الحكومة في المجلس الرئاسي البقاء فيها، لافتًا إلى أن المليشيات ما زالت مسيطرة وتكشر عن أنيابها بين الحين والآخر.

وأضاف: “ما شهدته العجيلات وتاجوراء قبلها من المليشيات وأخيرًا في ككلة يدل على أن المليشيات ما زالت تسيطر، وما زلنا ننتظر ماذا سيفعل الدبيبة في هذا الملف الملتهب، كنا نتوقع الأمور أفضل وأن هناك وزارة داخلية قوية، وأن تلغى كل قرارات السراج التي من خلالها شرعن أمراء الحرب ووضعهم على أجهزة أمنية وهمية، فقط من أجل أن يحصلوا على ميزانيات كافية لتغذية حصاناتهم وميليشياتهم التي ما زالت توغل في دم الليبيين، ورأينا غنيوة المجرم كيف هدم البيوت وتصرف كأنه خارج القانون وفوقه، كل ذلك ولم نلحظ من الدبيبة مجرد تصريح أو حتى كلمة واحدة تطمئن الليبيين”.

وتساءل: “كيف سنتجه للانتخابات ونتحدث أنها ستكون شفافة ونحن ما زلنا مرهونين لأمراء وبارونات الحرب، على الحكومة استثمار تطلعات الشعب الليبي والدعم الإقليمي والدولي والمحلي، لا نطالبها أن تفكك المليشيات بين ليلة وضحاها، لكن على الأقل أن تبين لنا خارطة الطريق للتعامل مع الملف الأمني الخطير، كنت أتوقع إلغاء الدبيبة لكل الأجهزة التي أنشأها السراج بقرارات منفردة، ماذا ينتظر الدبيبة بعد؟”.

ونوّه إلى أن الجميع ينتظر من الدبيبة اتخاذ القرارات اللازمة؛ لأن أمراء الحرب الآن لن يجرؤوا على اتخاذ أي خطوة لأنه في حال قيامهم بذلك ستخرج الحكومة من طرابلس، وهذا هو الاختبار -بحسب قوله- أن تخرج لمنطقة لا يوجد فيها هذه الهيمنة وتطلب الدعم الإقليمي والدولي ومن مجلس الأمن لتوقيع العقوبات على هؤلاء الأمراء وبارونات الحرب؛ لأنهم تمردوا على الحكومة.

كما تابع: “هل ينتظر مزيد من القتل خارج القانون وأن تكون هناك غزوات في مناطق أخرى، هناك 20 مدينة تبدأ من مصراته لزوارة لتنتهي بغريان تحكمها مليشيات، وهناك مدن تحكمها عشر مليشيات ومدن فيها أكثر من 160 مليشيا!. هل نبقى لحين موعد الانتخابات تحت هؤلاء ورحمتهم ونتوقع أن تكون هناك انتخابات شفافة؟ عندما تكلم الدبيبة عن عشر جثث وجدها في بنغازي هل تأكد من ذلك؟ إذا الأمر ليس له وجود كيف سيكون موقفه بعد أن أصدر التغريده؟”.

واستطرد حديثه: “هناك وقت ليكشف الدبيبة عن خارطة الطريق في كل الملفات وليس الحديث عن المليارات التي بلغت 96 مليارًا ميزانية الطوارئ 5 مليار لماذا؟ الهدف ليس المال فقط نحن نريد خطط لاستيعاب الشباب الذين يلهثون خلف أمراء الحرب للحصول على المرتبات، ونعرف أن ارتباطهم ببارونات الحرب هو ارتباط مالي. الغطاء السياسي والمصلحة التي نشأت بين هذه المليشيات التي تتقاتل وأحيانًا تتحالف حسب المصالح لم تنتهِ”.

المرعاش قال: إن الجميع وافق على حكومة وحدة وطنية لتعالج الملفات الصعبة في ظل وجود زخم لدعمها محليًا ودوليًا، معتقدًا أنه ليس أمرًا خطيرًا أن يتجه الدبيبة لحل أو تنحية بارونات الحرب من الأجسام الشرعية التي خلقها السراج بشكل منفرد، فكل ما يتطلب هو اتخاذ قرار شجاع من قبل رئيس الحكومة في دولة ممزقة تحكمها المليشيات على حد تعبيره.

وطالب الدبيبة بضرورة إدراك خطورة منصبه ليس الذي لا يشمل فقط الزيارات واستقبال الرؤساء، بل من الممكن أن يقدم حياته ثمنًا لذلك على حد قوله، مشددًا على أن الحكومة الحقيقية هي من تتخذ القرار الشجاع والسريع لأنه لمعالجة أي ملفات يجب اتخاذ القرار الشجاع والجريء.

واختتم حديثه قائلًا: “مثلًا غنيوة يتبع وزارة الداخلية وإن خالف القانون وحرك القوات من أجل أن تنتقم له شخصيًا، أليست هذه مخالفة قانونية؟ على الاقل ليتدخل وزير الداخلية ويقيله من منصبه أو يحيله للتحقيق، وإذا الدبيبة لا يجرؤ على اتخاذ قرارات شجاعة. إذًا نحن في حكومة وهمية جاءت فقط من أجل صرف ونهب الأموال”.

زر الذهاب إلى الأعلى