الأخبار

إنمائي الأمم المتحدة: عملنا على إعادة بناء الحياة في مدن تاورغاء وسرت وككلة

تابع تقرير ميداني نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا قضية تمكين النازحين العائدين إلى ديارهم في مدينة تاورغاء من الحصول على خدمات لائقة.

التقرير تحدث عن ترحيب المدن المنكوبة بسكانها السابقين بعد أن هجروها بسبب الحرب فيما كانت مدرسة المعايفة الأولى التي أعادت فتح صفوفها أمام طلابها في العام 2016 بالتزامن مع العودة التدريجية للسكان إلى منازلهم.

ووفقا للتقرير واجه المجلس المحلي تاورغاء مهمة ملحة تتمثل في توفير الخدمات الأساسية وتعزيز الاستقرار في المدينة ناقلا عن الفار من مدينته مع 95% من السكان في العام 2011 فيصل عيسى قوله:”عندما أعيد فتح الطرق تركت عملي في العاصمة طرابلس وحزمت أمتعتي وعدت إلى مدينتي”.

وبحسب التقرير وجد عيسى وغيره من العائدين منازل وبنية تحتية متضرر بشدة واقتصاد هش جعل الانتعاش أكثر تعقيدا في وقت قال فيه عائد آخر مالك لمتجر يدعى جمعة:” سرعان ما تحولت حماستنا إلى إدراك أن الحياة لن تكون سهلة لقد دمر كل شيء تقريبا”.

وبين التقرير إن العائدين وجدوا إلى جانب الدمار غيابا تاما للوظائف والكهرباء والماء وغاز الطهي والتدفئة ووسائل النقل والمرافق الطبيبة والتعليمية مؤكدا مواجهة المجلس المحلي تاورغاء مهمة عاجلة لتقديم الخدمات الأساسية للسكان السابقين.

وأضاف التقرير إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا ساعد هؤلاء في إعادة إنشاء الخدمات وخلق فرص العمل والبدء في عملية تنمية شعور الانتماء للمجتمع مرة أخرى في وقت تابع فيه جمعة بالقول:”لقد تغير الوضع الآن مع توفر المستلزمات الأساسية والأثاث”.

وأضاف جمعة قائلا وهو يقف بباب متجره:”كل هذا الاثاث والمستلزمات أمور ضرورية لاستمرار العملية التعليمية وبدأنا نشعر بمزيد من الرضا عن وجود هذه البيئة الجديدة وكان علي في السابق إغلاق متجري بعد غروب الشمس ولكن يمكنني الآن أن أبقى مفتوحا حتى وقت متأخر بفضل أعمدة الإنارة”.

وأوضح التقرير إن من بين الأعمال التي دعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تركيب 40 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية جعلت السكان يشعرون بمزيد من الأمان وواحد منها بالقرب من متجر جمعة فضلا عن قيام الإدارة المحلية بتقديم المساعدات بدعم من البرنامج للشركات الصغيرة.

وتابع التقرير إن هذه المساعدات أسهمت في خلق أكثر من 200 فرصة عمل وأعادت تأهيل 3 مدارس تتسع لـ500 طالب مشيرا لعودة أكثر من نصف السكان السابقين البالغ عددهم 40 ألفا  إلى ديارهم بعد أن استعادت تاورغاء حياتها تدريجيا وفقا لعيسى.

وقال عيسى:”كان لإعادة تأهيل المدارس دور محوري في تشجيع الناس على العودة إلى مدنهم الأصلية” في وقت تحدث فيه فرج البالغ من العمر 11 عن عدم تصديقه لعينيه لتدمير مدرسته في مدينة سرت بالكامل وتحولها لأنقاض ما قاد لنزوحه وأسرته من ديارهم.

وتطرق التقرير لشروع السلطات البلدية في سرت بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتجديد مبنى المدرسة بالكامل من الداخل والخارج ليستفيد الآن 500 طالب و82 موظفا من بيئة التعلم المتغيرة فيما قال فرج:”أشعر بسعادة غامرة لمواصلة دراستي وتحقيق حلمي في أن أصبح طبيبا”.

وتابع فرج بالقول:”أحب لعب كرة القدم وسعيد للغاية لأنني قادر على اللعب مع أصدقائي في الملعب الجديد” في وقت تحدث فيه عوض خليفة الأب لطفلين عن تضرر العيادة الطبية للأطفال في سرت بشدة أثناء القتال مضيفا بالقول:”لم يكن لدينا خيار سوى السفر إلى بن جواد التي تبعد 150 كيلومترا”.

وبين التقرير إن العيادة تم استعادتها بالكامل وهي مجهزة لتقديم الخدمات للمجتمع مرة أخرى مشيرا إلى أن الأسر العائدة إلى مدينة ككلة لم تتمكن من الوصول إلى الخدمات الطبية ما جعلها مضطرة للسفر لأكثر من 50 كيلومترا بهدف تلقي العلاج.

وواصل التقرير بالإشارة إلى دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للنازحين والعائدين عبر مرفق تحقيق الاستقرار خلال الأعوام الممتدة بين العامين 2016 و2022 ما ساعد قدرات الإدارات المحلية على الوساطة في 24 بلدية واستفادة أكثر من 500 ألف عائد من تحسين البنية التحتية والوصول للخدمات.

ونقل التقرير عن الممثل المقيم للبرنامج في ليبيا “مارك أندريه فرانش” قوله:”إن عملنا في ترميم المجتمعات وتمكين النازحين داخليا لا يقتصر فقط على إعادة بناء البنية التحتية بل يتعلق بإعادة بناء الحياة من خلال تعزيز المرونة وتقديم الخدمات الأساسية وبناء السلام المحلي لإرساء أساس لمستقبل أكثر إشراقا وشمولية”.

زر الذهاب إلى الأعلى