الأخبار

ميدل إيست مونيتور: بهذه الخطوة فقط يرد الأفارقة الدين للقذافي

سلط تقرير تحليلي نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية الضوء على إمكانية استعادة الاتحاد الإفريقي زمام المبادرة المفقود لمعالجة الأزمة في ليبيا.

التقرير أشار إلى استحواذ الدول الغربية وروسيا وبعض القوى الإقليمية مثل تركيا على مفاتيح اللعبة منذ قرابة الـ12 عامًا بعد أن تهميش القارة السمراء الغنية بالثروات ما جعل الدول الإفريقية ومؤسساتها مثل اتحادها القاري مجرد متفرجين.

وأضاف التقرير إن هؤلاء اللاعبين الدوليين والإقليميين يستعرضون أسلحتهم وعنفهم في سياق صراع غربي روسي زاد سعيره بعد الحرب الروسية الأوكرانية مستدركا بالإشارة إلى عدم تحميل الاتحاد الإفريقي مسؤلية هذا الفشل إذ كان من أوائل المستجيبين لمعالجة الأزمة الليبية في العام 2011.

ووفقا للتقرير حاول وفد الأفارقة رفيع المستوى الزائر إلى ليبيا إنهاء الصراع بعد إقناع العقيد الراحل القذافي بذلك ليصطدم بتعنت ورفض من خرجوا على الأخير محليا للإطاحة به ممن أصروا على عدم القبول بأي حل تفاوضي لا يتضمن التنحي الكامل له.

واتهم التقرير الغرب بقيادة فرنسا بالوقوف وراء هذا التعنت الرافض لسلمية التسوية لقضية ليبيا في مقابل استمرار الدعم للخارجين على نظام العقيد الراحل القذافي ما قاد بالمجمل لرحيل الاخير وترك البلاد في حال من الدمار والفوضوية والخروج على القانون.

وبحسب التقرير عاود الأفارقة الكرة مرة أخرى بعد ذلك محاولين إيجاد معالجة للأمر الذي بات عصيا على الحل السياسي بسبب التقادم الزمني له إذ لا زالت تداعيات بعد مرور 12 عاما عليه يتردد صداها عبر الحدود الأفريقية ولا سيما في دول الساحل بعد تحولت ليبيا لملاذ آمن للإرهاب.

وأضاف التقرير أن البلاد باتت على مر السنين مركزا لتهريب البشر والسلاح ونقطة ساخنة جذابة لمزيد من التدخل الأجنبي وتحويل ما بدأ كنزاع داخلي إلى حرب بالوكالة بين القوات الأجنبية المدعومة من دول كبرى مثل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وتابع التقرير إن الاتحاد الإفريقي ركز منذ بداية الأزمة الليبية على الجهود الديبلوماسية الضاغطة على الأمم المتحدة ليثمر ذلك مؤخرا ويتم تعيين مبعوث أممي من القارة السمراء هو السنغالي عبد الله باتيلي فالأفارقة ساعون لمساعدة ليبيا ورد الدين لزعيم كيانهم القاري العقيد الراحل القذافي.

وأوضح التقرير إن العقيد الراحل القذافي ذو مكانة كبيرة في نفوس شباب القارة السمراء ومؤسس لكيان الاتحاد الإفريقي وضاغط سابق بقوة لتوحيد دوله بعملة موحدة وجيش واحد وبرامج تنمية كبرى فيما لا زال رهط من المعارضين لا يرون أي نتيجة أيجابية في ترك مسألة معالجة قضية ليبيا للاتحاد.

وأضاف التقرير إن هذه النظرة السلبية مردها إخفاق الأفارقة في إنهاء العديد من الصراعات في إفريقيا ومنها السوداني داعيا الاتحاد الإفريقي إن كان راغبا فعلا ويمتلك القدرة والإرادة على الوفاء بالتزاماته تجاه ليبيا للوقوف بقوة خلف باتيلي ولعب دورا أكثر نشاطا لإنجاح مساعيه.

وتابع التقرير إن هذا يتم من خلال التصرف بشكل حاسم لاستعادة زمام المبادرة في ليبيا عبر إرسال بعثة لتقصي الحقائق تابعة للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا ورفع مستوى مكتبه في العاصمة طرابلس ليكون قناة ديبلوماسية أكثر نشاطا مشيرا إلى أن الكثير من هذا العمل لم يتم حتى الآن.

ونبه التقرير أيضا لحاجة دول الاتحاد الإفريقي إلى التحدث بصوت واحد والمشاركة في الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا طالما أن هذا يتماشى مع عمل الأمم المتحدة وعدم دعم الكيان مجتمعا أو دوله منفردة أي موقف تتخذه دولة بعينها لإعاقة جهود باتيلي.

واختتم التقرير بالتشديد على وجوب قيام الأفارقة بالمزيد من الضغط داخل القاعات الديبلوماسية للأمم المتحدة لتوحيد المجتمع الدولي خلف رجلهم باتيلي فعلى الاتحاد الإفريقي إن أراد المشاركة بمعالجة الأزمة الليبية الحضور بصرامة في أي مناقشات حول أي أزمة إفريقية مثل ليبيا وإلا سيتم تجاهله وتهميشه دائما.

زر الذهاب إلى الأعلى