الأخبار

تقرير يسلط الضوء على مساع لإخراج ليبيا من عزلتها في مجالات البحث العلمي

سلط تقرير ميداني نشرته مجلة “وورلد نيوز يونفيرستي” الدولية المعنية بأخبار التعليم العالي الضوء على تعزيز عدد من القدرات البحثية للجامعات في ليبيا.

التقرير الذي نقلت تفاصيله صحيفة المرصد الليبية، أكد أن هذه القدرات تستهدف القطاعات الاقتصادية التي ستكون حيوية في المرحلتين الحالية والمستقبلية، وسبل دخول الجامعات في ليبيا على خط إحداث التنمية في الاقتصاد، ناقلًا عن أكاديميين قولهم: إن أبحاث الجودة في الحلول بالمجالات الرئيسية يمكن أن تساعد.

وتابع الأكاديميون: إن من بين أهم هذه المجالات الطاقة المتجددة وإدارة الرعاية الصحية، إلا أن المشكلة الأكبر التي تواجه ليبيا الانقطاع الخطير في التيار الكهربائي، لا سيما في فترة قريبة شهدت انقطاعًا لمدة 12 يومًا، ما تسبب في العديد من المشاكل وفقدان الكثير من الطعام والدواء لأنه لا يمكن تبريدهما.

وأكد الأكاديميون فقدان عدد كبير من أشجار الزيتون في الجنوب بسبب نقص المياه، فإمدادات المياه المحلية في هذه الواحة تحتاج إلى ضخها من خزان؛ إذ يتطلب لتر من الماء طاقة لرفع 60 مترًا عن البئر، في حين تعد مشاريع أبحاث الطاقة الشمسية ضرورية لإعادة إعمار ليبيا ودعم قدرتها على الصمود.

وأضاف الأكاديميون إنهم يعملون على إنشاء نظام ري يعتمد على الطاقة الشمسية أو وحدة تبريد بالامتصاص لمزارعي الزيتون والتمر يسمى “التبريد الشمسي”، ويعمل وفق آلية التبادل الحراري، فضلًا عن العمل على تبريد الحليب إلى ما بين 5 و10 درجات مئوية لمنع التخزين وتجميد الطعام.

ووفقًا للتقرير، فإن من بين أبرز المشاكل التي تواجه الجامعات في ليبيا منح الأولوية للتدريس وليس للبحث العلمي، فالمرافق المتاحة غير كبيرة والتمويل يكاد يكون معدومًا؛ إذ يمول االباحثون أنفسهم بأنفسهم من دون وجود أية منح دراسية للتفرغ البحثي أو الوصوإلى المؤتمرات.

وبين التقرير أن بعض المجموعات البحثية الصغيرة تتلقى تمويلًا من حكومة الوحدة الوطنية، فيما يبحث الأكاديميون عن تمويل خارجي من برنامج “إيراسموس” التابع للاتحاد الأوروبي ومن المجتمعات المحلية أو شركات النفط التي تمول الأبحاث، ناقلًا عن اتحاد الجامعات المتوسطية رأيه بالأمر.

وأكد الاتحاد أن برنامج “إيراسموس” أو “ابتكار” يواصل استكشاف بناء القدرات البحثية في ليبيا وما زال يحلل الشركاء المحتملين، مبينًا أن الأكاديميين الليبيين لديهم فهم ناضج لما هي احتياجاتهم رغم وجود العديد من العقبات مثل الافتقار إلى البنية التحتية والاستقلالية لخضوع الجامعات للسيطرة الحكومية.

وأشار التقرير إلى وجود برنامج “إن برين” الذي تم إطلاقه في العام 2017 لبناء القدرات في الطاقة المتجددة والمستدامة لليبيا الذي يعمل مع “إيراسموس” أو “ابتكار” على تطوير دراسة أكاديمية في قطاع الطاقة المتجددة داخل الجامعات الليبية بما فيها جامعتي الزاوية وطرابلس.

ونقل التقرير عن منسقية برنامج “إن برين” قولها: إن من المهم إدراج إفريقيا بشكل أكبر في برامج البحث وبناء القدرات على مستوى درجة الدكتوراة والبحث، مع الحاجة إلى بعض درجات الماجستير وإنشاء نظام بيئي يجذب انتباه الشركات في الخارج التي تقدم فرص عمل.

وتابعت المنسقية: إن برنامج “إن برين” بدأ في طلب الموافقة على إطلاق دورات الماجستير في الطاقة المتجددة مع وزارات حكومة ليبيا في العام 2020، إلا أن العديد من العقبات قائمة مقرة بالصعوبة الكبيرة لتحويل الأموال إلى ليبيا التي تتم الآن بعد 4 أعوام من انطلاق المشروع.

وبينت المنسقية وجود رغبة في وضع حد للحواجز الأخرى التي تحول دون التعاون الليبي مثل تأمين تأشيرات للمؤتمرات أو زيارات للجامعات الشريكة، مشيرة إلى أن فشل ليبيا في التصديق على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ يمثل مشكلة أيضًا، فهذه الخطوة ستفتح الوصول للمجتمع العالمي لأبحاث الطاقة المتجددة والاستثمار.

وأضافت المنسقية: إن أحد المصادر المحتملة الأخرى للشركاء والتمويل هو إستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن الهيدروجين. فيما بين التقرير أن أكاديميين ليبيين يرغبون في رؤية الأبحاث للمساعدة في تطوير نظام الرعاية الصحية من خلال برنامج “يو أن ميد” الممول من “إيراسموس” بعنوان “صحة”.

وتابع التقرير: إن برنامج “صحة” تم نشره في 6 جامعات هي الزاوية وطرابلس ومصراتة وسبها وسرت والجامعة الطبية الدولية الليبية في بنغازي. ناقلًا عن أكاديميين في هذه الجامعات قولهم: إن البرنامج يركز على تطوير إدارة المستشفيات لأن نظام الرعاية الصحية في ليبيا ضعيف للغاية.

وأضاف الأكاديميون أن الرغبة قوية في تجديد شباب نظام الرعاية الصحية من خلال تهيئة مركز بيانات قادرة على رقمنة إدارة خدمات الصحة وتوسيع نظام البيانات ليشمل ليبيا بأكملها وبحلول نهاية المشروع ستكون هناك بيانات من جميع الجامعات الليبية.

وأكد الأكاديميون أن أحد الأهداف هو تهدئة الصدمة التي عانى منها الليبيون خلال سنوات الصراع في البلاد ففي السابق كان الناس يحبون بعضهم البعض والآن أصبح الأمر مروعًا، فهم لا يقبلون بعضهم البعض ما يعني الحاجة إلى إجراء دراسة عن التأثير النفسي.

وتابع الأكاديميون أن برنامجي “باجيس” و”إيراسموس” يركزان على تدريب الصحفيين الليبيين، ومن الممكن أن يساعدا أيضًا في تعافي البلاد، لا سيما بعد أن تكورت وسائل الإعلام، فيما أشار القائمون على برنامج “يو أن ميد” إلى أن الجامعات تلعب دور الوسيط في غياب مجتمع مدني متطور للغاية في جميع أنحاء ليبيا.

وشدد القائمون على البرنامج على أهمية دعم المجتمع المدني والشباب ليمكنهم توفير المعرفة الصحيحة على الجانب السياسي، مبينين أن الأوساط الأكاديمية يمكن أن تغير دور ومكانة المرأة في ليبيا، فالطالبات هن الأغلبية لكن ليس في المجتمع ولا في سوق العمل.

ونبه القائمون على البرنامج إلى عدم وجود أكاديميات ليبيات رفيعات المستوى ما حتم إطلاق مبادرة للقيادات النسائية في الأوساط الأكاديمية.

زر الذهاب إلى الأعلى