تقارير

دي دبليو: تخريج أول 6 نساء في ليبيا للعمل في مجال إزالة الألغام والمتفجرات

سلط تقرير ميداني على ما تم التعبير عنه بوجوب تعامل أول النساء العاملات في مجال إزالة الألغام في ليبيا مع ما هو أكثر من مجرد قنابل ومتفجرات خطيرة.

التقرير الذي نشره قسم الأخبار الإنجليزية في قناة “دي دبليو” الألمانية، أوضح أن صناعة نساء ليبيات متخصصات في التعامل مع المواد القابلة للانفجار يمثل جانيًا من اتجاه دولي مبني على أسس المساواة بين الجنسين في شغل الوظائف.

ونقل التقرير عن فرح الغزالي البالغة من العمر 30 عامًا تأكيدها عدم التفاتها للخطر ومخاوف أسرتها واحتمالية تعرضها لانتقادات مجتمعية لتكون بذلك المرأة الأولى في هذا المجال، مبينة عدم ترددها في قبول الفرصة المتاحة بالنسبة لها للمساعدة في تخليص بلادها من الألغام الأرضية.

وقالت الغزالي بحماس بالغ: “لم ألتفت إلى الوراء وطلبت مني أسرتي توخي الحذر وافقتهم الرأي وأخبرتهم عن كل الأشياء الجيدة التي يمكننا القيام بها للناس هنا، والمتمثلة بمنح الأسرة والأصدقاء نصائح حول ما يجب عليهم فعله إذا ما تم مشاهدة لغم أرضي أو عبوة ناسفة”.

ووفقًا للتقرير، بات من الصعب الحصول على بيانات دقيقة في ليبيا بسبب سنوات من الصراع، في وقت أفاد فيه “مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية” بمقتل أكثر من 400 ليبي بسبب ذخائر غير منفجرة فضلًا عن إصابة أكثر من 3 آلاف آخرين.

ورجح التقرير زيادة هذا العدد من ضحايا الألغام والذخائر الأرضية غير المنفجرة، في وقت ما زال فيه تحدي الاستمرار في إزالتها ماثلًا للعيان، ناقلًا عن الأمم المتحدة تقديرها في يناير من العام 2020 وجود قرابة الـ20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في ليبيا، ما يمثل عامل تحفيز للغزالي و5 نساء أخريات للمساعدة.

وأكد التقرير تلقي النساء الـ6 تدريبات امتدت من نوفمبر من العام 2021 وحتى يناير من العام 2022 بالقرب من العاصمة طرابلس، مبينًا عملهن منذ ذلك الحين مع العديد من جهات إزالة الألغام الرسمية وغيرها مثل منظمة “الحقول الحرة” المعنية بمكافحة الألغام في ليبيا.

وبحسب أمل مصطفى ذات الـ29 ربيعًا الحائزة على شهادة الفنون، تضمن تدريبها وزميلاتها الـ5 الأخريات ممن يرتدين الخوذات الثقيلة وأجهزة الكشف عن المعادن تعليمهن كيفية تحديد أخطر المناطق المحتمل احتوائها على ألغام وكيفية نزع فتيلها وإزالتها.

وعبرت مصطفى عن قلق أسرتها بشأن قيامها بهذه الوظيفة، إلا أن ذلك ما زال يشجعها على أداء التدريب.

وبين التقرير أن تقديرات الأمم المتحدة المرتبطة بأعداد الألغام قد لا تكون دقيقة لعدم التمكن من مسح جميع المناطق بشكل شامل، مشيرًا إلى أن جانبا منها مرتبط بنزاعات قديمة جدًا، في وقت أدلت يه أسيل الفرجاني ذات الـ28 عاما هي الأخرى بدلوها بشأن عملها الخطر.

وقالت الفرجاني: “هذه الوظيفة أشبه بمواجهة مباشرة مع الموت، فالألغام لن تهتم بمنحك فرصة ثانية إن أخطأت ويقولون إن عملي خطير وهذا صحيح، فهو كذلك بنسبة 1000%”. فيما أبدى محمود العلم مدرب النسوة الـ6 وجهة نظره المتمحورة حول الأمر برمته.

وقال العلم: “إن المخاطر الواضحة ليست هي التحديات الوحيدة المعترضة لطريق عاملات إزالة الألغام؛ لأن المجتمع الليبي يرى في هذه الوظيفة حكرًا على الرجال وواجهت المشاركات عديد التحديات، بسبب عادات وتقاليد بلد محافظ يحد من عمل المرأة بشكل عام ولك أن تتخيل الحال”.

واتفقت “أبيجيل جونز” مديرة برنامج “النوع الاجتماعي والتنوع والمساواة والشمول” في مركز “جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية” مع ما ذهب إليه العلم فالنساء تواجه المزيد من العوائق التي تحول دون التوظيف لا سيما في مهام التخلص من المتفجرات أو إزالة الألغام.

وبحسب دراسة استقصائية تم إجراؤها في العام 2019 لمنظمات غير حكومية دولية، يعمل قرابة الـ20% من النساء تقريبا في الوظائف النشطة لإزالة الألغام فيما نقل التقرير عن فرح الغزالي سعادتها البالغة لتلقيها تدريبا مكنها تحدي التفكير التقليدي في وطنها.

وقالت الغزالي: “أريد أن أظهر أن المرأة تستطيع أن تفعل ما في وسع الرجل وبذل قصارى جهدي وعاما بعد عام أطور حالي عبر تلقي المزيد من التدريبات الحديثة المانحة لي المزيد والمزيد من الخبرات لتعلم الأشياء بشكل دائم أعلم أنني أساعد الناس من خلال عملي”.

زر الذهاب إلى الأعلى