تقارير

كولومبيه: جهد بحثي أوروبي لتيسير الحوار السياسي في ليبيا وصناعة السلام فيها

أجرى القسم الإخباري الإنجليزي في مؤسسة الدراسات والأبحاث الإيطالية “معهد الجامعة الأوروبية” مقابلة صحفية مع الباحثة الفرنسية “فرجيني كولومبيه”.

المقابلة، تطرقت من خلالها إلى ما يرتبط بتأسيس “مبادرة ليبيا” في العام 2015 في إطار برنامج “مسارات الشرق الأوسط” المرعي من قبل مركز “روبرت شومان” والأخير واحد من مراكز البحث والدراسات التابعة “معهد الجامعة الأوروبية”.

ووفقًا لـ”كولومبيه” تركز المبادرة على 3 مجالات هي البحث في السياسات حول ليبيا بمكون عمل ميداني قوي ودعم مبادرات الوساطة المحلية، بالإضافة إلى الحوارات السياسية، في وقت انتقل فيه فريق عمل البرنامج خلال العام 2022 للانطلاق بأعماله من مؤسسة “سانت لويس” التعليمية الحكومية في روما.

وبحسب المقابلة، تشغل “كولومبيه” حاليًا موقع منسقة البرنامج لتتحدث من موقعها هذا عن ما تم تحقيقه خلال سنوات العمل الـ8 وفيما يلي النص الكامل:

س/ تركز “مبادرة ليبيا” على أبحاث السياسات المتعلقة بهذا البلد مع مكون عمل ميداني قوي، كيف تمكنت من البقاء على الأرض خلال هذه السنوات؟

ج/ واحدة من السمات الرئيسية لمبادرتنا في ليبيا تتمثل في برنامج الإرشاد البحثي الذي قمنا بتطويره للمحللين المبتدئين في البلاد، وعندما أطلقنا المبادرة كنت ما أزال قادرة على السفر بانتظام إلى هناك والمشاركة مع الجهات الفاعلة المحلية وإجراء المقابلات ومراقبة التطورات على الأرض.

ولكن على مر السنين، أدى تدهور الوضع الأمني إلى جعل الوصول إلى البلاد أكثر صعوبة وبفضل برنامج الإرشاد وتعاوننا الوثيق مع المحللين المبتدئين في جميع أنحاء ليبيا تمكنا من الاستمرار في إنتاج البحوث الميدانية الأصلية مع المساهمة أيضا في تعظيم وجهات النظر المحلية حول قضايا السياسة الرئيسية.

س/ ما هي الإنجازات الرئيسية حتى الآن فيما يتعلق بـ”الوساطة المحلية” والحوارات السياسية؟

ج/ تهدف “مبادرة ليبيا” منذ العام 2015 إلى دعم الجهود المحلية للحوار والمصالحة والمساهمة فيها جنبًا إلى جنب مع شركائنا من فريق عمل برنامج “صناع السلام في ليبيا” وقمنا ببناء شبكة واسعة بما في ذلك القادة السياسيون والاجتماعيون رفيعو المستوى والمثقفون وشخصيات المجتمع المدني من جميع أنحاء ليبيا ومن مختلف انقسامات الصراع.

إن استمرار عملنا على مر السنين، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات المهمة أكسب فريق العمل سمعة جيدة بصفة ميسرين محترمين للحوار في كل من ليبيا وعلى الساحة الدولية، وخلال العامين 2015 و2016 ساهم حوارنا المجتمعي نحو المصالحة بشكل مباشر في تبادل المحتجزين العسكريين وتقديم المساعدة الإنسانية وعودة النازحين داخليًا في العديد من مناطق النزاع.

والأهم من ذلك أن جهود الوساطة التي نبذلها لوضع حد للمأزق الدستوري ساهمت في صياغة مشروع مسودة الدستور في أبريل من العام 2017، وفي ذلك الوقت سلطت رئساة هيئة صياغته الضوء علنًا على الدور الرئيسي الذي لعبته مبادرتنا في الوصول إلى إتفاق.

ومع توقف العملية الدستورية مرة أخرى خلال العامين 2017 و2018 قمنا بقيادة حوار شعبي شامل بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة الليبيين، ما أدى إلى صياغة جماعية لوثيقة “العقد الاجتماعي” الجديدة وتم نشرها في ليبيا ومشاركتها ومناقشتها أيضًا مع البعثة الأممية، وقد تم الثناء عليها بوصفها مساهمة قيمة للغاية في العملية السياسية والمصالحة الوطنية.

ومع استئناف الحرب في أبريل من العام 2019 تمت تعبئة شبكة الثقة الواسعة التي تم بناؤها منذ العام 2015 مرة أخرى لدعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، وواصلنا تسهيل اجتماعات الحوار التي تجمع بين الشخصيات الاجتماعية والسياسية المؤثرة من مختلف الانقسامات السياسية.

وقد ثبت أن هذا عنصر مهم عندما تم الطعن في شرعية الأمم المتحدة أو تعقيد عملها بسبب الانقسامات على المستوى الدولي، وحتى يومنا هذا كانت الاستمرارية والملكية الليبية للحوار من السمات الأساسية لعملنا ، وأعتقد أنهما عنصران أساسيان في نجاحنا.

س/ ما هي خططكم لاستمرار المبادرة بعد أن انتقلت إلى “سانت لويس”؟

ج/ بالانتقال إلى هناك وإنشاء منصة “البحر الأبيض المتوسط” و”منهاج ليبيا” نعمل على تكثيف تطوير أنشطتنا في البلاد والمنطقة الأوسع وما زال برنامجنا قائمًا على 3 ركائز أساسية هي البحوث ذات الصلة بالسياسات والحوارات السياسية وبناء القدرات والتعليم وفي أكثر من أي وقت مضى يعتبر الشباب محور رؤيتنا ونشجع مشاركتهم الفعالة ومساهمتهم في التفكير في مستقبل بلدهم، بهدف مساعدة الأجيال الشابة على أن تصبح عوامل تغيير فعالة وإيجابية ولقد أطلقنا بالفعل العديد من الأنشطة الجديدة، بما في ذلك برنامج “الشباب” ومبادرة “الموسيقى من أجل السلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى