بي دي نيوز 24 البنغالية: هؤلاء هم المتورطون بما يحصل ببيوت الطرائد في ليبيا
تحدث تقرير إخباري نشره موقع أخبار “بي دي نيوز24” البنغالي الناطق بالإنجليزية عن أبرز المتاجرين البنغاليين بالبشر عبر شبكة واسعة تمتد إلى ليبيا.
التقرير، نقل عن الشرطة في عاصمة بنغلاديش دكا تأكيدها أن المبتز “شريف حسين” البالغ من العمر 37 عامًا مستغل لأحلام مهاجرين غير شرعيين بنغاليين مطمئنين بشأن الانتقال لأوروبا عبر احتجازهم في ليبيا والإفراج عنهم في مقابل فديات مالية باهظة.
وبحسب التقرير، سافر المهاجر غير الشرعي “راكيبول” إلى ليبيا بهدف الوصول إلى أوروبا عن طريق عبور البحر الأبيض المتوسط في مقابل دفع أكثر من 10 آلاف دولار لمهرب بشري وضعه مع عدد من المهاجرين غير الشرعيين الآخرين على متن قارب هجرة غير شرعية.
وتابع “راكيبول” بالقول: واستولت عصابة من المجرمين البنغاليين برئاسة حسين العامل المتحول إلى دور المبتز والمُلقب بـ”مافيا شريف” على القارب وأسروا المهاجرين غير الشرعيين لمدة 5 أشهر وعانينا من أهوال الصدمة العصيبة لدى هذه العصابة.
وقال “راكيبول”: “تم حشري و60 آخرين معًا في غرفة تتسع لـ10 أشخاص على الأكثر والباب مغلق طوال اليوم، ولم نحصل على أكثر من قطعة خبز لنأكلها وكان الماء بالكاد يكفي لرشفة وفي بعض الأحيان أمضينا أيامًا من دون أي طعام وتفاقمت الظروف اللا إنسانية وغير الصحية بسبب انتشار القمل”.
وأضاف “راكيبول” قائلًا: “أمضينا أيامًا من دون نوم في الحر الشديد وتعرضنا للإساءات اللفظية اللا إنسانية وتم إطلاق سراحنا بمساعدة سفارة بنغلاديش في أوائل العام 2022”. في وقت بين فيه التقرير تعرض ضحايا الاتجار بالبشر للقسوة والتعذيب بمقاطع فيديو تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد التقرير أن السنوات القليلة الماضية شهدت تحول ليبيا لواحدة من البوابات الرئيسية إلى أوروبا بالنسبة للبنغاليين اليائسين الباحثين عن حياة أفضل، فيما تم جر بعضهم إلى عالم الجريمة مشكلين وسيلة ابتزاز خاصة بهم من خلال تهريب الفرائس الضعاف من المهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف التقرير: إن من بين من انجروا “مافيا شريف” المشتهر بسمعته السيئة لكونه زعيم أكبر عصابة للاتجار بالبشر وتمارس الوحشية الكبيرة بحقهم وفقًا لشرطة عاصمة بنغلاديش دكا إلى جانب الآخرين “منير” و”عبد الله”، في وقت بينت فيه مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وجهة نظرها بالخصوص.
وبينت المفوضية عبور قرابة 22 ألفًا من المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا، فيما أشار مؤشر الجريمة المنظمة العالمي وهو منصة عالمية لرصد الإجرام بزيادة ملحوظة في أنشطة الاتجار بالبشر في ليبيا في السنوات الأخيرة وسط مزاعم بتورط مسؤولين حكوميين ليبيين بالأمر.
وبحسب المؤشر هنالك العديد من الميليشيات المسلحة بشكل جيد تعمل على غرار “المافيا” بأسماء مختلفة في جميع أنحاء ليبيا بقادة يمكن تحديدهم بوضوح ما قاد لتحويل مناطق واسعة من البلاد إلى بؤرة ساخنة للجرائم ومنها الإتجار بالبشر ليهدد ذلك المهاجرين غير الشرعيين والشرعيين على حد سواء.
وبينت شرطة دكا أن قوات أمن ليبية متورطة في بيع وشراء المهاجرين غير الشرعيين ليصار إلى احتجازهم فيما يعرف بـ”بيوت الطرائد” المزرية المكتظة، مشيرة لتلقي وحدة مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للوطنية فيها معلومات عن عمل شريف جنبًا إلى جنب عبد الله وآخرين في مجال الإتجار بالبشر.
ووفقًا للوحدة، فقد توافد عدة بنغاليين يكسبون ما بين الـ350 والـ500 دولار شهريًا في ليبيا إلى عصابة “مافيا شريف” بعد أن أغرتهم احتمالات تحقيق دخل أكبر. مبينة أن حسين أنشأ شبكة تهريب ممتدة عبر بنغلاديش مع العديد من السماسرة تحت إشرافه واتصالاته.
وبينت الوحدة شراء حسين للعديد من البنغال الحالمين بالهجرة إلى أوروبا من قوات أمنية وميليشيات مسلحة ليبية في مقابل مبالغ تتراوح بين الألفين والـ3 آلاف دولار ليبتز ذويهم لاحقا بمبالغ تصل إلى أكثر من 10 آلاف فضلا عن ما يورده له السماسرة له من مهاجرين غير شرعيين.
وكشف التقرير عن هروب حسين وزوجتيه الأولى “حليمة بيغوم” والثانية “جاهانارا ريكتا” بنغلاديش في الـ30 من نوفمبر الماضي بعد اقتراب الشرطة البنغالية من الوصول إليه لتورطه في قضية جنائية تخص المهاجرين غير الشرعيين في مايو الماضي ليتبين لاحقًا موت بيغوم في ليبيا.
وبين التقرير أن “ريكتا” مسؤولة عن جمع الفديات المالية من أسر أولئك الذين احتجزهم حسين بصفة رهائن في ليبيا، فضلًا عن تورط بعض أفراد أسرته في عملياته الإجرامية، كاشفًا عن احتواء “بيوت الطرائد” ما يصل إلى 150 بنغاليًا ممن تستمر معاناتهم مع التعذيب في حال عدم الدفع.
ونقل التقرير عن “بابيل أحمد” تأكيده وقوع عمه ضحية لحسين بعد سفره إلى ليبيا أملًا في الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا لتدفع الأسرة حتى الآن قرابة الـ11 ألف دولار لإخراجه من الأسر من دون جدوى بعد أن تم دفع قرابة الـ10 آلاف في وقت سابق لسمسار لإيصاله إلى الأراضي الليبية.
وأوضح التقرير قيام 40 ألفًا من البنغاليين بالرحلات البحرية الخطرة عبر البحر الأبيض المتوسط فقد 3 آلاف منهم حياتهم خلالها في وقت عاد فيه ألفان وخمسمئة من ليبيا وأوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، مختتمًا بالإشارة لإيقاع الشرطة البنغالية بعدد كبير من السماسرة.