الأخبار

المرعاش: الرئاسي تحول لمكتب خدمات لصالح حكومة الدبيبة.. والمشري تحرك بعد شعوره بالخطر والضعف

قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش إنَّه لابد أن يكون هناك بصيص من الأمل رغم أن التجربة سيئة في كل لقاءات رئيس البرلمان والدولة والجميع يتذكر ماراثون الاجتماعات التي حدثت والتقى فيها أعضاء من البرلمان والدولة حتى على مستوى الرئاسة والفرق هذه المرة هو شعور خالد المشري بالخطر.

المرعاش اعتبر خلال مداخلة مع قناة “ليبيا الحدث” أن المشري شعر بالخطر خصوصاً بعد التراشق بينه وبين رئيس ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بالتالي هو الآن يشعر أن موقفه أضعف بالأخص في العاصمة طرابلس وربما يستطيع الدبيبه شراء ما تبقى من المليشيات التي ربما يعتمد عليها المشري في وجوده بطرابلس وفقاً لتعبيره.

وأشار إلى أن ذلك يقود لنقطة مهمه أن الجهود التي تقوم بها مصر مشكورة ربما لن تؤدي لإنجاز القاعدة الدستورية التي تجرى عليها الانتخابات ما يعني الوقوع في نفس المستنقع الذي أوقعنا به المشري من قبل وهو قبوله في الاتفاق علناً والنكوث عنه حينما تتحسن الظروف ويرجع لطرابلس و هذا ما اعتاد عليه المشري رجل لا يثق فيه و ليس له كلمة في الواقع و هو يحاول ان يناور سياسياً لإضعاف الدبيبة و ربما للحصول على تنازلات مما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية وهذا على مستوى التوقعات.

وأضاف: “ولكن حتى لو تم انجاز القاعدة الدستورية وتوافق المجلسين عليها هل سنشهد تنظيم هذه الانتخابات وهل الواقع الموجوده فيه العاصمة طرابلس والتصريحات المتكررة من الدبيبة انه لن يسلم السلطة إلا بشروط وكل مرة يضع شرط جديد، هذا يعني ان الدبيبه ليس في يده تنظيم الانتخابات وهو يشتري ود الولايات المتحدة ويعتمد عليها في بقائها في السلطة”.

كما رأى أن غياب المواعيد والتواريخ المحددة هي المحك وهي التي تعطي الأمل والمصداقية للبيان لكن عندما تغيب كل هذه الحيثيات المهمة التي يجب أن تكون في البيان لتعطيه قوة ومصداقية معنى ذلك الذهاب للتحليل أنه مناورة سياسية جديدة وهي لا تختلف عن المحاولات السابقة في بوزنيقة، معتقداً أن المصريين يصابون بخيبة أمل كبيرة بعد أن استثمروا في هذه الاجتماعات وأعدوا لها بشكل جيد واقنعوا المشري أنهم محايدين ولا ينحازون لأي طرف.

وأفاد أن المشري يتلون ويغير جلده كالثعبان حينما تتيح له الفرصة وهذه المرة ربما من جانب البرلمان الذي رأى تحركات ما يسمى مجلس الرئاسي خطر عليه وأراد أن يحرك المياه الراكدة فيما يتعلق بإعداد القاعدة الدستورية وذهب لمصر ليحوز على الثقل المصري في الازمة الليبية وربما هي رسالة لأطراف اخرى تسعى لسحب البساط من تحت أرجل البرلمان والدولة وكل المبادرات التي يسمع عنها على الرغم أنها مهاترات ولكن ربما هناك حديث عن تشكيل مؤتمر حوار جديد وكل هذه الأجواء التي دفعت عقيلة صالح أن يقحم مصر ويعلن منها انه تم انجاز القاعدة الدستورية مع مجلس خبره أنه ينكث كل عهوده ويتراجع عنها بمجرد الحصول على ثمن من حكومة الدبيبه التي لا تفكر في أي خطوة تقود لانتخابات حرة ونزيهة.

ووجه سؤال لرئيس البرلمان قائلاً: “ما موقع حكومة باشاغا من الإعراب؟ والاتفاق الذي أشار لضرورة ان تكون هناك حكومة الوحدة الوطنية، الموقف سيكون صعب وكمواطنين يصعب علينا فهم موقف عقيلة صالح! حكومة باشاغا لا زالت قائمة وتصرف المليارات دون ان تكون لها الشرعية الحقيقية وتمارس مهامها من العاصمة طرابلس، كيف يمكن السكوت عن حكومة ظل، الدبيبه معروف أنه رجل مهووس بالسلطة واشترى الكرسي بالمال والجميع يعرف عائلته الفاسدة، لم نأمل منه أن تسلم السلطة بكل أريحية وحتى لو تم الاتفاق على القاعدة الدستورية”.

وأضاف: “ما يحزنني موقف الشعب الليبي وخاصة في الغرب يسكتون عن هذا الرجل الفاسد الذي يقود ليبيا للهاوية وهوس الدبيبه بالسلطة معروف. يبدوا أن نورلاند بدأ يفهم المعادلة الليبية الصعبة والغامضة وبالتالي تصريحاته تأتي خدمة للظرف الذي يتحدث فيه هو، لا اعتقد ان هناك أي مصداقيه للولايات المتحدة غير المحافظة على الوضع الراهن الهش وفقدان السيادة وهذا يعني استمرار حكومة الدبيبه ولكنه من حين لآخر يريد أن يظهر خلاف ما يبطن ويقول انه يؤيد الانتخابات وتنظيمها لكنها اقوال بدون افعال”.

كما استطرد في حديثة: “لا نأمل من هذا السفير الأمريكي خير أن تنطلق ليبيا للانتخابات ومع تأييدها المطلق للدبيبه وما دام أن حكومته هذا الخسيس على رأس السلطة في طرابلس وبقاء المليشيات التي تؤيده لن تهنأ ليبيا ولن تنظم فيها انتخابات. هناك فرق كبير بين وضع شروط الإقصاء وبين التنازلات بالتالي عندما يريد المشري تفصيل مواد معينة في القاعدة الدستورية تقصي شخصيات ليبية مهمة، على المشهد هنا نعرف انه ليس لديه نية صادقة للخروج بليبيا من أزمتها والتوجه نحو الاستقرار والتنازلات مطلوبة أكيد والكل يستطيع التنازل لكن ما هو غير سوي ويجدر بنا الا ننساق حوله هو الإقصاء”.

المرعاش قال :”لماذا يحاول المشري يقصي شخصيات ليبيا معينة عن المشهد الليبي هل أستجابه لأطراف دولية؟ معنى ذلك ان المشري تنقصه النخوة للسيادة الوطنية هذه المرحلة بالذات لا يمكن أن تقصي فيها أي شخصية أن أردت التوافق ليدخل الجميع ودون شروط”.

وأوضح أن أحد أهداف المناورة السياسية التي قام بها عقيلة صالح وخالد المشري هو اضعاف وضرب أي مبادرة تأتي من المجلس الرئاسي، مشيراً إلى أنه لا يثق في هذا المجلس وبعتبره هزيل وهلامي وليس له موقع في خارطة السلطة في طرابلس فلا خالد المشري وعقيله صالح يريدان ان يجلسوا على منطقة واحدة ويكون رئيسها محمد المنفي وربما هذا عامل آخر وهو عامل نفسي وله تداعيات سياسية وفقاً لحديثة.

وزعم أن المناورة واضحة ومن المستبعد أن يكون هناك أي جدوى من أي محاولة للرئاسي الذي أثبت بالفعل أنه صفر على الشمال أمام حكومة الدبيبه، معتبراً أن الرئاسي منذ أن جاء للسلطة وهو يتحدث عن المصالحة الوطنية لكن لا جدوى من هذا المجلس لأنه تحول لمكتب خدمات لصالح حكومة الدبيبة.

واستكمل خلال حديثة: “كليبي لن أكون متشائم وأي بصيص أمل يعيد لليبيا الاستقرار والأمن ورفع المعاناة عن شعبها الذي يعيش في أسوء مرحلة لابد ان أكون متفائل ومصدره الثقل المصري الذي رافق هذه الدعوة والبيان لكن المعطيات للأسف لا تعطي حجم للتفاؤل ولا مصداقية وأتمنى ان المشري يكون قد وصل للحكمة وبعد كل التجارب المريرة والمعاناة التي كان أسبابها معاناة الشعب الليبي أتمنى أن يكون رجع له العقل والحكمة ويفي بوعوده”.

ونوّه إلى أن الأمر اختلف الآن عن بدء الحرب الروسية واختلف التقييم الآن وأصبح هناك إدراك من العالم ان الدفاع الروسي والزخم الكبير بقوة روسيا التي لن تقف أوكرانيا أمامها إلا ساعات تلاشت هذه الرؤيا واتضح ان الغرب استطاع أن يصمد امام روسيا وجيشها القوي وشهد تراجع في بعض الجبهات وهذا يعطي مؤشر أن الغرب عندما كان خائف هناك نوع من الطمأنينة أن الازمة في طريقها للحل وأنه ليس هناك هجمة روسية على العالم  وتتغير مفاهيم الهيمنة وربما ليبيا تدخل في إطار الهيمنة الروسية وهذا يطمئن الأمريكان والبريطانيين الذين كانوا أكثر انزعاجا مما سموه الفاغنر وغيرها الآن لا توجد لديهم حجة ولا ليبيا لا يوجد فيها فاغنر لأنه تم سحبها وتقاتل في أوكرانيا.

وفي الختام اعتبر أنه لا مبرر لهذه الدول أن تصر على استمرار حالة اللادولة والدولة الفاشلة في ليبيا إلا بهدف اطماعها المالية والاقتصادية واستنزاف ما تبقى من خيراتها وبالأخص الأموال المجمدة في الخارج ووضع اليد عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى