23 فبراير.. الذكرى الخامسة لتحرير منطقة الليثي من داعش الإرهابي
الذي يدفع المدنيين لمواجهة الإرهاب والموت هو الظلم الأكبر، فقد سئم الناس منظر الدم وأخبار الخطف والتغييب القسري ومصادرة الأملاك وإجبار الناس على دفع الأتوات وتنصيب الأجانب وتفتيشهم لمنازلهم وسيارات المواطنين.
وهب المواطنين للتخلص من هذه الجماعات الهمجية التي لا تعترف بوطن ولا مدينة ولاحتى عائلة أو قبيلة .
لم تتوقف المواجهات بمنطقة الليثي في مدينة بنغازي، ولم تنتهي عند هذه الواقعة والحدث بل كانت المواجهات مستمرة قبل حى إعلان انطلاق ثورة الكرامة في مايو 2014م، حتى تحرير المنطقة بالكامل في أواخر فبراير من عام 2016م.
صور للجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على منطقة الليثي
ونفذت الجماعات الإرهابية أكثر من هجمة على المدنيين ومنازل المواطنين وتسببوا في نزوح أكثر من نصف سكان المنطقة ماعاد العائلة الداعمة لهذه الجماعات، وتدمير عدد كبير من المنازل وتفخيخ عدد منها بالألغام الأرضية كذلك قامت باغتيال عدد كبير من رجال الأمن والشرطة والجيش داخل هذه المنطقة.
ولم تتواني الجماعات الإرهابية من صب جام غضبها على الأحياء التي رفضت وجودها، وأحدث أكبر ضرر في الأرواح والممتلكات، لا يهم أن يكون الموت يطال المدنين أو العسكريين المهم أن يطال كل من يدافعون عن مناطقهم ومنازلهم وكل من يحاول طرد الجماعات الإرهابية المتطرفة من أحيائهم .
وفي يوم واحد سقط الأبطال حمد سالم عبدالله، وأحمد الصالحين خليفة، وفرج عبدالحميد أمراجع، وسامي سالم صالح، ومحمد موسي علي، وفيصل عبدالله البهلول، وفرج عبد الجليل، وفرج الصالحين العوامي في ملحمة يخلدها التاريخ .
وعمت الفرحة شوارع منطقة الليثي في الثالث والعشرين من فبراير عام 2016م، بعد سيطرة القوات المسلحة العربية الليبية على المنطقة من قبضة العناصر المتطرفة.
وتجول المواطنون في شوارع بنغازي وهم يرفعون الأعلام والفرحة تغمر وجوههم، بعد سيطرة قوات الجيش على الحي ومحاور القتال.
آمر التحريات بالقوات الخاصة الصاعقة الرائد فضل الحاسي الذي استشهد في 21 من مايو عام 2016 خلال انفجار لغم أرضي بمجمع بنغازي التجاري المعروف بــ”سوق المعرض” خلال عملية تفكيك لغم تركته الجماعات الإرهابية خلفها قبل تحرير السوق، حينها قال: “إن قوات الجيش أحكمت السيطرة على المنطقة، بعد فرار مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي إثر اقتحام قوات الجيش والوحدات المساندة له للمنطقة”.
الحاسي أضاف أن قوات الجيش استهدفت بشكل مباشر غرفة العمليات الرئيسة التابعة للتنظيم وقتل من فيها، وفتح الطريق السريع الرابط بين الليثي القديم والليثي الجديد، مشيرًا إلى أن الجيش غنم الكثير من الأسلحة والذخائر والسيارات، وأيضًا استعادة سيارة القائد الميداني بالكتيبة 21 صاعقة الراحل سالم النايلي الشهير بعفاريت.
وطالب الحاسي أهالي منطقة الليثي بعدم الدخول إلى المنطقة إلا بعد التنسيق مع القوات الخاصة الصاعقة وجنودها الموجودين بالمنطقة؛ حفاظًا على أرواحهم من الملاغم والعبوات الناسفة والألغام الأرضية.
بدوره وجه القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، كلمة بمناسبة تحرير المنطقة من داعش، ثمن خلالها الدور الذي قدمه جنود الجيش بكافة أسلحته، وكذلك القوات المساندة له من كل مدن ليبيا.
وشدد في كلمته المصورة عبر مكتب الإعلام، على أهمية التمسك بهذا المكتسب، الذي تحقق بفضل تضحيات الجنود والضباط من أجل محاربة الإرهاب والإرهابين، داعيا الليبيين للتكاتف والالتفاف حول جيشهم، حتى يقضى نهائيا على الإرهاب.