الأخبار

الدبيبة: تشكيل الحكومة خضع للمحاصصة وكان أصعب من صعود الجبال الشاهقة

حذر رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد الدبيبة مجلس النواب من عدم منح الثقة لحكومته، معتبرا أن ذلك بمثابة عرقلة للمسار السياسي، وتمديد لأعمار الأجسام الحالية، وسيصاحبه انهيار اقتصادي وتردي في الأوضاع المعيشية وضياع لسيادة الوطن.

وناشد الدبيبة، في كلمة مرئية له، أعضاء مجلس النواب بألا يفوتوا فرصة توحيد البرلمان خلال جلستهم اليوم الاثنين، وأن يغلبوا -هذه المرة- مصلحة الوطن عن كل الحسابات الخاصة والضيقة، وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها الصعبة على الفور.

ودعا إلى عدم ترحيل منح الثقة للحكومة إلى مرحلة أخرى، وبالتالي عرقلة المسار الانتخابي الذي أوصت به مخرجات جنيف وحرمان الشعب الليبي من الوصول إلى انتخابات حقيقية ونزيهة، مؤكدًا أن التعطيل والإطالة والتمديد خصم من عمر الشعب الليبي وزاد من معاناته.

وقال إن “الحكومة الجديدة تتصرف كجيش من الخدم للشعب الليبي؛ وتعمل على معالجة أزمة الكهرباء، وتحريك عجلة الاقتصاد، وإنهاء أزمة الطوابير أمام المصارف، بالإضافة إلى تلقي الليبيين بانتظام علاج فيروس كورونا، كما يليق بهم وبكرامتهم”، على حد تعبيره.

وأوضح أن “مسار تشكيل الحكومة لم يكن بالأمر الهين والسهل، بل كان أصعب من صعود الجبال الشاهقة ويتخلله تعثرات وحفر، على حد وصفه، لكنه اعتبره صعودا نحو القمة، قائلا: “لم نختر الواقع المرير شديد التعقيد الذي يشكل الحالة السياسية اليوم، فمسار تشكيل الحكومة تضمن جهودا مضنية للحصول على الأفضل”.

وذكر أن الأزمة عبارة عن صراع وحرب وفقدان ثقة وانعدام مشاركة وقبول وتأييد ودعم يتطلب الواقعية والاستيعاب، مضيفا: “عندما قررت خوض هذه التجربة، لم يكن خافيا عني مشاق السير في هذا الطريق، وإن كان قصيرا، وأدرك جيدا عوائقه أنه غير مفروش بالورود”.

وبيّن أن أنه كان عليه مراعاة التوازن المعقول الذي يخرج ليبيا من أزمتها وينقلها إلى بر الأمان، طالما قبل خوض المعترك السياسي.

وأضاف أن آلية الحوار بملتقى جنيف وخارطة الطريق المنبثقة عنه، فرضت على الحكومة ألا تستثني أحدا، قائلا: “بذلك كانت الحكومة في شكلها الحالي من حيث عدد الوزراء والمحاصصة الجغرافية أو الجهوية، والتي يكون فيها الصانع مكره لا بطل”، مبينا أنه تقابل مع الجميع، وتناقش واستمع لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى