مقالات رأي

مقال | السودان من نفق الحرب والعزلة الى أفق السلام والانفتاح

بقلم | عبدالله محمد خليل

ما إن تسلمت ثورة الانقاذ الاخوانية زمام الأمور في السودان 1989 وتقويضها الدستور واجهاض الديمقراطية اججت واذكت الصراع في السودان بطرحها ماعرف بالمشروع الاسلامي الحضاري الذي تبنته.

وبعد أن خاض ابناء الوطن الواحد حربا ضروسا راح ضحيتها قرابة المليون، أدت الى انفصال جزء عزيز وليصبح دولة وليدة وجارة على وقع تقرير المصير.

وكما لم يسلم اقليم دارفور من الحركات التي خاضت حروبا شرسة ضد نظام الخرطوم بمختلف مسمياتها وتعدد اثنياتها ولكن وحدها الهدف والمصير والوقوف ضد التهميش ولقد شهدت دارفور حروبا الحقت الاضرار بالمواطنين نزوحا ولجوءا وجرائم حرب استنكرها المجتمع الدولي والجنائي.

وكما اندلعت الحروب لذات الأسباب في الشرق وجنوب كردفان ومنطقة التيل الازرق مما ضيق الخناق على الحكومة وارهقها اقتصاديا وسياسيا وبسبب العزلة والحصار والعقوبات حاولت الانقاذ الاستفراد واستقطاب بعض الحركات والقيام بتوقيع اتفاقيات سلام هش لم يدم ولم يلب التطلعات.

العزلة التي عاشها السودان بسبب الحصار المفروض والضربات الموجعة من الحركات والتي انهكت الانقاذ مانجم عنه غلاء وانهيار اقتصادي وبالاضافة الفساد المستشرى من البطانة والمسؤولين وأسرهم ما ساهم في تهيئة المناخ لاندلاع ثورة دبسمبر التي أطاحت بحكم الانقاذ في 19 من عام 2019.

وبعد أن مرت ثورات الربيع العربي على الخرطوم بردًا وسلاما وظن البشير أنه مفازة عن الثورة وسخر من المحكمة الجنائية ورئيسها واطمأن أن الشباب لن يثوروا عليه.

فات على الانقاذ أن تحت الرماد وميض نار وإن الشعوب وان تطاول ليلها كالشمس تسري في الظلام فتشرق انطلقت المسيرات والتظاهرات وسرت في كل المدن وحدتها المعاناة و المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة رغم قمع وحجز وترهيب المتظاهرين كان طوفان الشعب هو الاقوى.

وبانحياز الجيش للشعب اكتملت الثورة والتي كان مهرها خيرة الشباب من أبناء وبنات الوطن رافعين شعارات واعدة وواعية حرية سلام وعدالة.

وسلمية وبالاتفاق على الوثيقة الدستورية بدأ عهد وانبلج فجر جديد وتتطلع الشعب للسلام والحرية وتطبيق شعارات الثورة والذى كان من اوجب واجبات تروكيا الحكم مجلس الوزراء والمجلس الانتقالي والحاضنة الحرية والتغيير.

وما أن باشرت الحكومة الانتقالية أعمالها عمدت على تحقيق السلام والتفاوض لتقريب وجهات النظر مع الجبهة الثورية ولم الصف بين قادة الحركات الذين كانوا عند الموعد ولقد تم توقيع السلام الحقيقي الدائم مع قادة الفصائل الحركات المسلحة بجوبا.

وبعد جولات عديدة وتوج السلام الميمون بحضور القادة الى الخرطوم التي رحبت بهم في احتفال مهيب عكس حرص الموطنين وشغفهم للحرية والسلام والعدالة ولقد تعهد صناع السلام وشركاؤهم بتعهدهم بما قطعوه من عهود وانهم سيضعون السلاح والتوجة الى البناء والاعمار في وطن موحد من اجل رفاه المواطن والتنمية المستدامة وتحقيق العدالة.

وكما دعوا الفصيلين المتخلفين للانضمام الى ركب السلام لأنه سلام يختلف عن كل الاتفاقات السابقة وليس بين غالب ومغلوب ومنتصر ومهزوم وأن هذا السلام لم يكن بين فرقاء بل صنعه الثوار الحقيقون والوطنيون الغيورون بعيدا عن الأجندات.

ولقد توجت انجازات الثورة وتضحيات الشهداء يرفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الارهاب ليخرج السودان من عزلته ويؤسس لعلاقات وشراكات جديدة بما يعود بالنفع على الوطن ويدعم الاقتصاد ويفتح الباب للمستثمرين وسهولة تدفق تحويلات المغتربين وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى