الأخبار

ملحمة بنينا التاريخية.. قصة كفاح منعت الإرهاب عن برقة

تمر اليوم الذكرى السابعة لتفجيرات بنينا الإرهابية التي راح ضحيتها عدد من أبناء المؤسسة العسكرية والشباب المساند للقوات المسلحة خلال الاشتباكات التي شهدتها بلدة بنينا شرقي مدينة بنغازي عقب محاولات الإرهاب السيطرة عليها.

كانت معركة بنينا التي استمرت لأشهر هي الخط الفاصل، بين سقوط البلاد في أيدي الإرهابيين وبين نيل الحرية والتخلص من شر هذه الشرذمة التي حاولت السيطرة والنيل من الليبيين الذين أعلنوا رفضهم لهذه الطغمة الضالة التي استباحت الدماء والأموال.

بنينا والمعارك التي شهدتها كانت “ملحمة” سطرت خلالها كل معاني التضحية والفداء، حيث شهدت المعارك رص الصفوف والتكاتف والتعاون بين جميع الليبيين بكافة تركيباتهم لمنع سقوط البلدة الاستراتيجية بمطاراتها في أيدي الإرهابيين.

استبسل الجميع من جنود القوات المسلحة والقوات المساندة في معارك اتسمت بالشراسة في صد الإرهابيين الذين حلموا بالسيطرة على البلدة، واستمر القتال على مدى أيام وساعات متواصلة من القتال حتى بلغت الأشهر دون كلل أو تعب لأن الليبيين يعلمون أن سيطرة الإرهاب على بنينا يعني سيطرة الإرهاب على البلاد. 

ورغم تفوق الإرهابيين عددًا وعتادًا – حيث كانوا يتلقون الدعم من قبل تيار الإسلام السياسي بالمال والسلاح في تجاهل متعمد للأجهزة الأمنية والعسكرية بالتزامن مع خلق وإنشاء أجهزة موازية مؤدلجة – إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة على بنينا التي تدافع أهلها أيضًا للقتال والذود عن منطقتهم رفقة جنود القوات المسلحة.

استعمل الإرهابيين كعادتهم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة قبل الخفيفة، وبشكل عشوائي لإرهاب السكان ولإجبارهم على الهروب وترك المنطقة، تسببت تلك القذائف الإرهابية في مقتل عدد من الأبرياء بينهم الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين الذين تهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم من عدو يدعي أنه يريد تطبيق شرع الله.

كانت معركة بنينا معركة وطن، معركة لصد عدو استباح معسكرات الجيش في بنغازي وقام بهدم مديرية الأمن في المدينة بعد أن استهدف على مدى سنوات كافة رجال الأمن والعسكريين والنشطاء والصحفيين في رسالة إلى أن مدينة بنغازي وضواحيها ستصبح إحدى إمارات الدولة الإرهابية وستغرق في ظلام قد يستمر عقودًا.

لذلك أصبحت هذه المعركة مصيرية تحدد مسار البلاد ومصيرها، في أن تصبح دولة المؤسسات والقانون بأجهزتها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية، وإما أن تصبح إمارة تابعة لدولة الإرهاب والظلم، دولة القتل والدم والخطف والتغييب تنتشر بين أزقتها وشوارعها رائحة الدم والموت وترفع على أطلالها الرايات السوداء التي شوهت وأصبحت راية الخراب والدمار.

وبعد هذه الاستماتة من قبل جنود القوات المسلحة والشباب المساند في المعارك وصدهم لأكثر من مرة لتقدمات الجماعات الإرهابية التي ظل هاجس السيطرة على منطقة بنينا بالنسبة لهم حلمًا صعب المنال، لجأ الإرهابيين إلى أسلوبهم الخبيث باستعمال السيارات المفخخة كمحاولة أخيرة للمساعدة في اقتحام المنطقة والسيطرة عليها.

ورغم الضريبة الباهظة التي تم دفعها خلال هذه المواجهات وخصوصًا ممن سقط في التفجيرات الإرهابية، ورغم الخسارة الظاهرة في الأرواح والأملاك، إلا أنها كانت في حقيقتها مكاسب وانتصارًا لكل من ضحى وقدم نفسه من أجل تخليص البلاد من الإرهاب الذي لم يخلف إلا الموت الدمار لليبيا والشعب الليبي الذي رفض وجود هؤلاء المجرمين منذ البداية وأعلنوها أكثر من مرة.

كل تلك القوة التي حاول الإرهاب الظهور بها لم تأتي بنتيجة أمام إصرار الشعب الشعب الليبي الذي اصر على إيصال رسالة لهؤلاء الإرهابيين أن مصيرهم في ليبيا محكوم عليه بالفشل، وأنه مهما حاولوا وختبأوا سيتم القبض عليهم جميعاً في نهاية المطاف وسيتم تحقيق العدالة.

ولأن الإرهابيين أمعنوا في أذى الليبيين والتنكيل بهم، بعد أن انقلبت الموازين وبدأت القوات المسلحة في معارك الاقتحام والهجوم بدل الدفاع بدأ الإرهابيين يتساقطون بين قتلى وأسرى، الامر الذي يسعد الليبيين ويفرحهم ويعتبرون أن قتل هؤلاء المجرمين واعتقالهم هي ضربات للحركات المتطرفة في ليبيا.

ويرفض كل الليبيين عنف هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا إخضاعهم، وكل قتل أو اعتقال لأي إرهابي مجرم بمثابة تحذير للمتطرفين الآخرين المختبئين في ليبيا بأنه لن يطول الأمر وسيتم القبض عليكم أو قتلكم فلا مفر لأن ليبيا والليبيين يرفضونهم ولايريدون وجودهم بينهم.

زر الذهاب إلى الأعلى